• للأسف قد تكون مشكلتي ملموسة لدى العديد من الأسر، باختصار زوجتى تعامل ابني الوحيد البالغ من العمر عشر سنوات بالحب الزائد والدلال لدرجة أن هيبتي كأب أصبحت أمامه بلا جدوى، وأخشى أن ينعكس أثر ذلك سلبا في المستقبل، فبماذا ترشدونني؟ ابو خالد مكةالمكرمة • يا أبا خالد طرحنا مشكلتك على الباحث الاجتماعي واستشاري القلب في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة الدكتور حسان باشا فقال: نعم.. هذه المشكلة موجودة وملموسة في العديد من الأسر، خصوصا عندما يكون الابن وحيدهما، فالحب الزائد والإفراط في التدليل يؤديان إلى نتائج سلبية تكون محصلة للخوف الزائد على الطفل وإحاطته برعاية مبالغ فيها، وأهم تلك النتائج أن الطفل في هذه الحال سيواجه إحباطات متعددة في المستقبل تنعكس عليه في مرحلة الشباب وتؤدي به إلى مواجهة المصاعب في حياته المستقبلية، خاصة في مجال التكيف مع الآخرين والانخراط بين صفوفهم ومبادلتهم الثقة والحب والعلاقات الاجتماعية، فالحذر مطلوب من هذه الحالة السلبية الناجمة عن الحب الزائد وأن تكون تربية الوالدين متسمة بالوسطية (فخير الأمور أوسطها)، فحب الوالدين لأطفالهم هو عاطفة غريزية، وهو الذي يدفعهم إلى تربيتهم ورعايتهم، ولا يمكن للتربية أن تتم بدون حب، فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة واهتماما ينجذبون نحوه، ويصغون إليه بسمعهم وقلبهم، ولهذا يجب على الأبوين أن يحرصا على حب الأطفال بالوسطية، وألا يقوما بأعمال تبغضهم بهما، كالإهانة، والعقاب المتكرر، والإهمال، وحجز حريتهم، وعدم تلبية مطالبهم المشروعة، وإذا اضطر الوالدان إلى معاقبة الطفل فيجب أن يسعيا لاستمالته بالحكمة كي لا يزول الحب الذي لا تتم تربية بدونه.