استكمالا لما بدأناه من المدخل اللغوي لمفهوم التربية باللمس وإشارات القرآن والسنة للتربية اللمسية، أحب أن أنوه للقارئ الحبيب أن الأم تلعب الدور الأساسي في التربية للأبناء حيث إن الدراسات العلمية تشير إلى أن الأم تقوم بأكثر من 65 في المائة من الأدوار التربوية في حياة الطفل وتكون تربيته غالبا عن طريق التربية باللعب والهمس واللمس (التواصل الفعال)، لذا يوصي التربويون بتكثيف هذا النوع من التربية في السنوات الأولى، وعلى الوالدين الاستفادة من مرحلة الطفولة لأبنائهم وخاصة السبع الأولى من حياتهم لأن هذه المرحلة يمكن فيها غرس أكثر من 85 في المائة من القيم لدى الطفل، وأن يحرصوا على عدم إيصال رسائل سلبية، وعلى الوالدين أن يمارسا إيصال خمس رسائل يوميا على الأقل عن طريق الهمس أو اللمس للطفل؛ لأن الدراسات تؤكد أن الطفل الذي لا يحصل على هذه الرسائل الإيجابية في مرحلة السبع السنوات الأولى من حياته قد يتعرض إلى العديد من المخاطر الاجتماعية مستقبلا، وهناك أربع مراحل للنوم نركز على الأوليين حيث يمكن أن نستخلص منها نوعا خاصا من التربية الهمسية: المرحلة 1: في هذه المرحلة لا يبدأ النوم الحقيقي بل تعتبر مرحلة انتقالية بين اليقظة والنوم وقد يعبر عنها بأنها خيال ومن السهولة إيقاظ الإنسان خلالها وقد ينكر أنه نام أصلا. المرحلة 2: وفيها يبدأ النوم الحقيقي. فهي تعتبر فعليا المرحلة الأولى في النوم، وتتميز بالتالي: موجات دماغية كهربية أكبر من المرحلة الأولى، وتتوقف حاسة النظر فلا يرى الإنسان شيئا، ويمكن إيقاظ الإنسان خلالها بمجرد سماعه للأصوات من حوله وتبطئ الوظائف الحيوية أيضا مثل ضغط الدم، الإفرازات، ووظائف القلب. وتحدث فيها الأحلام وتستمر هذه المرحلة بداية مدة 20 دقيقة وتعتبر هذه مرحلة من أهم المراحل التي يمر بها عقل الإنسان وفيها يكون استيعاب الإنسان لأية معلومة بشكل سهل وبسيط، وهي المرحلة المميزة التي يسعى كل من يطبق جوانب التنويم للوصول إليها لكي يتمكن من أن يصل إلى معلومة لدى الشخص، أو أن يدرج معلومة في العقل، وهنا يمكن للوالدين أن يقوما بعمل إيحاءات عن طريق الهمس الخفيف في أذن الابن أثناء نومه بأنه (المرحلة الثانية) ولد مهذب. أنت لا تتكلم بألفاظ بذيئة، وقوي، وتحب اللعب مع الآخرين، وتحترم الآخرين. أنت تلعب مع إخوتك بهدوء، وتكرار هذا الإيحاء كثيرا أثناء فترة النوم سيقوم بعدها بتطبيق السلوك المرغوب بإذن الله، وهذا ما يفعله علماء العلاج الإيحائي. فاهمسوا في آذان أبنائكم وأكثروا من كلمات الحب، والتشجيع، والإنجاز؛ لنرى عجائب في تغير الميول ومن ثم السلوكيات لما نريد ونرغب. وللحديث تتمة حول كيفية الهمس الفعال. * مدرب ومستشار أسري [email protected]