استثنت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن خمس جامعات فقط لقبول المبتعثين في ولاية فلوريدا، فيما أغلقت بقية الجامعات نظرا لتكدس الطلاب وارتفاع أعدادهم إلى ستة آلاف مبتعث ومبتعثة في ولاية صغيرة المساحة ومحدودة الجامعات. وردا على تساؤلات «عكاظ» في ما يشاع عبر وسائل الإعلام المختلفة من التشكيك في برنامج الابتعاث، أكد الملحق الثقافي السعودي في واشنطن الدكتور محمد بن عبدالله العيسى، أن ارتفاع أعداد الدارسين في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى 70 ألف مبتعث ومبتعثة مع المرافقين، وتميزهم على المستوى الأكاديمي والبحثي والثقافي والتطوعي، خير دليل للرد على المشككين في برنامج الابتعاث، مؤكدا أن البرنامج يمضي بقوة لتحقيق أهدافه الطموحة على المستوى العلمي والإنساني في خدمة مسيرة التنمية الوطنية، ونوه بحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومتابعته الشخصية ودعمه السخي للبرنامج الذي أسسه وأطلقه منذ سنوات لخدمة الوطن، وقد أصبح يحصد ثماره عاما بعد عام ويشهد تخرج الآلاف من الأبناء المبتعثين. وقلل العيسى من شأن محاولات البعض من أجل التشكيك في خطط الابتعاث ومستويات الطلاب، موضحا أن عدد المبتعثين في أمريكا في تزايد مستمر، وتوقع بلوغهم قرابة 100 ألف مبتعث ومبتعثة خلال العالم الحالي، وقال «إذا حاول شخص أو عشرة أو حتى ألف الإساءة، فإنهم لا يسيئون إلى المجموع العام، والذي نعتبره رائعا ومشرفا بكل المقاييس»، واستشهد على ذلك بالنجاح والتفوق الذى يحققه الطلاب السعوديون على المستوى الدراسي والبحثي في أكبر الجامعات المرموقة على مستوى العالم. وأكد أن العناصر السعودية المتميزة تحظى بالتكريم لدى الوسط الأكاديمى، وكذلك في السفارة السعودية في واشنطن، مشيرا إلى أن الملحقية كرمت مؤخرا عددا من المتفوقين من الأبناء والبنات لإنجازاتهم التي شهد لها الأمريكيون بكل تقدير، معتبرا هذه النماذج المشرفة خير دليل وأقوى رد على المشككين في برنامج الابتعاث والذين يحاولون الإساءة إلى هذا البرنامج الرائد. وجزم العيسى بأن الطالبات المبتعثات على مستوى رفيع من الوعي والخلق والدين، مشيرا إلى أن نسبة المبتعثات تصل إلى 28 في المائة من العدد الإجمالي، وأن 12 طالبة منهن يرأسن 12 ناديا سعوديا من إجمالي 185 ناديا طلابيا. ولفت العيسى إلى أن قرار إيقاف القبول في معظم جامعات ولاية فلوريدا يصب في مصلحة الطلاب أولا وأخيرا، مشيرا في السياق ذاته إلى حرص وزارة التعليم العالي على متابعة أوضاع الطلاب أولا بأول، وتحقيق التوازن المنشود في أماكن دراستهم، لاسيما وأن أمريكا تضم 52 ولاية. وقال إن الجامعات الخمس المستثناة في ولاية فلوريدا تواصل حاليا استقبال الطلاب الذين يحملون القبول الأكاديمي، وكذلك طلاب وطالبات الطب والعلوم الصحية، مضيفا أن البدائل الأخرى متوفرة أمام الطلاب في مختلف الولايات الأخرى. وفي ما يخص الدارسين على حسابهم الخاص، قال العيسى، إن أعدادهم تصل إلى 8 آلاف طالب وطالبة في جميع الولاياتالأمريكية، موضحا أن النظام يفترض إكمال 30 ساعة أكاديمية للانضمام للبرنامج، معربا عن أسفه لتأخر البعض وذلك لأسباب تعود إلى المبتعث بالدرجة الأولى، لأن الطالب هو من يساعدنا على إلحاقه بالبرنامج، فكلما كان منضبطا ومتفوقا يسهل علينا الرفع والتوصية للوزارة لاعتماده للانضمام وإن كان ذلك خلال شهرين!!. وأعرب عن قناعته التامة بأهمية الاستثمار في الأبناء لبناء المستقبل، مشددا على أن برنامج الابتعاث يعد رافدا رئيسيا في دعم مسيرة التنمية، خصوصا وأن التخصصات التي يدرس بها المبتعثون تحقق تطلعات سوق العمل الذي يعاني من نقص في الكوادر الطبية، الهندسية، التقنية والمعلوماتية وغيرها من التخصصات المعلنة عبر بوابة وزارة التعليم العالي. وأكد أن برنامج الابتعاث سيحقق أهدافه كاملة ويحصد ثماره عندما يعود غالبية المبتعثين خلال خمس سنوات، وقد تسلحوا بالعلم والمعرفة ليساهموا في تنمية وطنهم الذي ينتظر منهم الكثير، وأعرب عن سعادته البالغة بحرص القطاعات الخاصة على استقطاب الكفاءات السعودية في كافة التخصصات.