قبل نحو عامين قامت مؤسسة النقد العربي السعودي بإبلاغ أصحاب محلات الصرافة التي لم تحصل على ترخيص خاص بمزاولة نشاط الصرافة واستبدال العملات بإغلاق محلاتهم فوراً، وجعلت توقيت خطوتها متزامنة مع دخول موسم الحج من ذلك العام فاحتج المجتمع على تلك الخطوة وعلى ذلك التوقيت غير المناسب لما سيحدثه من أضرار وتعطيل لمصالح التجار والحجاج، فتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى واستمرت محلات الصرافة في نشاطها كل هذه الشهور، حتى فوجئنا أخيراً ومع بداية موسم العمرة لهذا العام بقيام المؤسسة بإغلاق جميع محلات الصرافة في أم القرى باستثناء عدد محدود منها، وذلك بحجة عدم حصول المحلات المغلقة على التصاريح اللازمة لمزاولة المهنة، الأمر الذي أدى إلى وجود مخاوف من عدم تمكن المعتمرين من استبدال الريال السعودي بعملتهم أو بأي عملة أخرى، مما قد يؤدي إلى تعطيل مصالحهم وإرباك عمرتهم، وقد يؤدي ذلك لنشوء سوق سوداء لاستبدال العملات بأن يشتري أولئك المعتمرون ما يحتاجون من غذاء وهدايا وملابس وأدوية بالعملات التي يحملونها مرغمين على القبول بأي ثمن لتلك العملات مقابل الريال؛ لأنه لا وسيلة أمامهم للشراء إلا بالقبول بما يفرضه عليهم البائع من ثمن لعملاتهم مقابل قيمة ما يشترونه بالريال السعودي، وحتى لو لجأوا للبنوك فإن هذه البنوك لا تبيع ولا تشتري عملات مختلفة وإنما يكون نشاطها مقتصراً على الدولار الأمريكي بيعاً وشراء وفي أوقات الدوام الرسمي للبنوك، بل إن بعض البنوك لا تبيع اليورو ولا تشتريه ولا حتى الجنيه الاسترليني ولا الفرنك السويسري وإنما يتوفر لديها الدولار فقط لاستقرار سعره أمام الريال السعودي أو العكس، ولذلك كله فإن من حق مؤسسة النقد تنظيم عمل محلات الصرافة بل إن من واجبها القيام بذلك، ولكن عليها أيضاً التدرج في هذا الأمر ومنح مهلة محددة لتلك المحلات لتحقيق شروط الحصول على تصريح العمل في هذا المجال والحرص أن تكون الشروط سهلة وحازمة في آن واحد، فإن لم تستجب بعض المحلات ولم تتحقق الشروط، وأنذرت علينا أكثر من مرة وانتهت المهلة الأخيرة فإن من حق المؤسسة إغلاق المحلات المخالفة بالضبة والمفتاح. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة