الشباب يريد الزواج ولكنه يخاف في الوقت نفسه من الوقوع في طائلة الديون فيما يشكل غلاء المهور عائقا دون تحقيق أحلامهم في تكوين أسرة وأطفال. «عكاظ» وقفت على أبعاد المشكلة التي تؤرق الكثيرين من الراغبين في الزواج هذه الأيام، حيث يصطدم محمد المقبل موظف قطاع خاص، يريد إكمال نصف الدين بالزواج بعقبة غلاء المهور «أريد إكمال ديني ولكني لا أستطيع دفع أكثر من طاقتي، وأتمنى أن تقبلني امرأة بمهر قليل»، داعيا الآباء إلى أن يراعوا الله في الشباب وألا يغالوا في طلب المهور لبناتهم لأن إحجام الكثير من الشباب عن الزواج إنما هو بسبب غلاء المهور. وعبر محمد الشمري عن أمله في أن تكون المهور معقولة، في حين لا يرى مبررا لرفض الشاب لمجرد أن والد الفتاة يريد لها مهرا عاليا، وذلك لقناعته بأن الإنسان لا يمكن أن يقدر بثمن. وإلى ذلك يعلق أحد المتزوجين بقوله «دخل ابني المدرسة ومازلت أدفع أقساط المهر الذي دفعته لوالد زوجتي، مما شكل عبئا كبيرا على عاتقي والعيش في هموم لا تنتهي بسبب الديون». ويرى ماجد التميمي أن العادات والتقاليد في المجتمع هي المسؤولة عن دفع المهور العالية للبنات «الآباء يطالبون بمهور عالية الأمر الذي جعلني أعدل عن فكرة الزواج بسبب ذلك، إلى أن أجد فتاة يكون مهرها معقولا». أما أحمد الرشيدي فيرى أن سبب غلاء المهور هو أن والد الفتاة يريد تزويج ابنته في قصر أفراح فخم ومأدبة كبيرة وبما يتناسب ومكانة العائلة. وفي لهجة غاضبة يقول تركي الجهني الذي يريد الزواج من فتاة يكون مهرها مناسبا «الآباء سامحهم الله جعلوا الشباب يعزفون عن الزواج برفعهم المهور»، مؤكدا أن من أسباب عزوفه عن الزواج غلاء المهور والإيجارات المرتفعة في منطقة حائل، داعيا علماء الدين للتدخل لمساعدة الشباب على الزواج، وذلك بتحديد سقف لهذه المهور، ما دفع فهد عبد الرحمن إلى القول «أبحث عن بنت والدها متوف كي لا يطالبني بمهر عال فوضعي لا يسمح لي بأن أدفع أكثر من طاقتي». وأوضح خالد العتيبي أنه مقدم على الزواج ولكنه متخوف من طلبات الآباء والأمهات «أن يكون الزواج في قصر الأفراح الفلاني والمأدبة من المطعم الفلاني» وكذلك فيصل العنزي هو الآخر يريد الزواج ولكن عدم قدرته على دفع المهر، كان وراء عدم تفكيره في الأمر «ديننا الإسلامي ذم الإسراف البذخ ولكن الآباء سامحهم الله لا يراعوا الشباب في المهر». ومن الأسباب المستحدثة المصاحبة لغلاء المهور والتي يرى نايف الشايع أنها وراء إحجام الكثير من الشباب عن الزواج ارتفاع سعر الخطابات، فيما يرى فرحان السالم أن المهر وحده ليس من يتسبب في إحجام الشباب عن الزواج بل الإيجارات.