طالب الشيخ عبدالله الغامدي إمام وخطيب جامع أم القرى في حي الشعلة في جدة الأزواج بتحمل بعضهم البعض وعدم التعالي والتصلب في الرأي لحل الخلافات بينهم، مؤكدا على أن العنف الذي ينشأ بين الزوجين تتعدى مضاره للأبناء، وطالب الشيخ الغامدي في خطبة الجمعة أمس الأزواج إلى استشعار أهمية تكوين الأسرة ومصلحة الأبناء والرجوع للقرآن الكريم والسنة النبوية لنبذ العف وحل المشاكل دون الخروج بها إلى خارج المنزل، وقال «على الطرفين مراعاة حقوق بعضهم البعض وعدم التعالي والتصلب في الرأي لما فيه مصلحة للأسرة والأطفال»، وشدد على أهمية لين الزوج وطاعة الزوجة لتستمر الحياة الزوجية. وأوضح ل«عكاظ» إمام وخطيب جامع أم القرى، أن الخطبة هدفت إلى إبراز هذا الجانب في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الطلاق وبرز العنف الأسري في المجتمع، وقال «كتبت هذه الخطبة انطلاقا مما لمسته من القضايا التي استشار فيها ومما يعيشه المجتمع من مشاكل زوجية وعنف أسري يكون نتيجته الطلاق وتشرد الأبناء وإهانتهم من طرف عنادا في الطرف الأخر». «عكاظ» رصدت آراء المصلين في جامع أم القرى الذين أكدوا على أهمية احتواء الزوجين للقضايا والمشكلات التي لا تخلو منها أي أسرة، مبينين أن الخطبة لامست الواقع وكان الخطيب موفقا في طرحها لنصح الأزواج بأهمية التماسك الأسري وآثار تفككه. وقال ضيف الله الطلحي «أؤيد ما ذهب إليه الإمام من أهمية أن يتفهم الأزواج لبعضهم البعض لتستمر الحياة لا سيما في هذا العصر»، وأضاف «ظاهرة العنف الأسري والطلاق قد نجدها بارزة هذه الأيام بين الأزواج الشباب أكثر من كبار السن لذلك لا بد من عقد دورات لهم قبل الزواج وبعده لتعريفهم كيف يعيشون حياتهم بدون منغصات وكيف يحلون مشاكلهم فيما بينهم». أما فيصل بن سلمان المدرب في مهارات الاتصال، فقال «لا شك أن الخطيب ركز على قضية مهمة يعاني منها المجتمع وهي قضية الاستعلاء والتصلب في الرأي بين الزوجين وعدم التنازل من كل منهما عن رأيه مما ينتج عنه طلاق وأحيانا عنف جسدي»، وأضاف «على الزوجين أن يدركا أهمية الحياة الأسرية والالتحاق بالدورات التي تعزز من حياتهم الأسرية البعد عن العنف والتصلب في الرأي لما لذلك من مضار يتعدى الزوجين إلى الأطفال». من جهته، قال الإعلامي ماضي الأمير مدير قناة جدة الفضائية عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة «لا شك أننا في مجال الإعلام علينا مسؤولية في التوعية بمضار المشاكل الأسرية وما ينتج عنها من تفكك»، وأضاف «اليوم الإمام سلط الضوء على هذه القضايا مستشهدا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توضح أهمية الحياة الأسرية والغاية منها، نتمنى من الجميع أن يكونوا وعوا مضامين الخطبة لا سيما الشباب للحد من مشاكل الطلاق والعنف الأسري الذي يذهب ضحيته الأطفال».