البطالة هي: عدم وجود فرصة عمل مشروعة للجادين والباحثين الذين توفرت فيهم المقدرة والرغبة. وعلى هذا نجد أن هناك من وضع مفهومين لها، فالأول المؤطر أو الضيق: وهو الذي يشترط في البطالة توفر ثلاثة شروط: • دون عمل: أي لايكون المرء قد عمل لأية فترة من الزمن. • الاستعداد للعمل حاليا: أن يكون المرء في وضع يسمح له باستلام عمل فورا أو بعد فترة. • البحث عن عمل: أن يكون المرء قد اتخذ خطوات للبحث عن عمل. والمفهوم الثاني.. وهو المفهوم الموسع ويختلف عن التعريف في جانبين وهما: • إن الاستعداد للعمل لا يعتبر هو الشرط الرئيس للتصنيف كعاطل، ويفسر الشخص بأنه على استعداد القبول إذا ما توفر العمل أو عرض عليه بالشرط السائد. • إن الشخص الذي لايبحث عن عمل لأسباب محددة أو أنه لم يتخذ أية خطوات للبحث عن عمل بسبب الاعتقاد بأن العمل غير متوافر أو بسبب نقص المعلومات عن مكان وجود عمل أو أسباب أخرى مشابهة لا تتعارض مع الاستمرار حاليا للعمل. كما أن بعض الباحثين قسموا البطالة إلى تقسيمات عديدة منها من حيث إرادة العاطل بطالة اختيارية وبطالة إجبارية. • من حيث طبيعة العاطل: بطالة المتعلمين وبطالة المشردين وبطالة المهاجرين. • من حيث استمرارها: البطالة المزمنة والبطالة المستمرة والبطالة العارضة ..إلخ وغيرها. مقالنا يسعى للإجابة على التساؤل التالي: كيف نقاوم البطالة؟. فنقول أولا من الاستحالة أن تكون البطالة صفر في أي مجتمع، ولكن هناك أمور تحد من انتشارها وتقلل نسبتها نذكر منها: • غرس قيمة أهمية العمل لدى الشباب. • غرس قيمة احترام العمل الشريف أيا كان نوعه. • تشجيع الأعمال الحرة والمشاريع الصغيرة ودعمها، فهناك مركز ريادة الأعمال وصندوق المئوية وباب رزق جميل وحاضنات الأعمال وغيرها يقدمون قروض وبرامج تدريبية وتأهيلية للشباب للدخول إلى سوق العمل، وأذكر أنني حضرت برنامجا لمركز ريادة الأعمال عن كيفية إعداد دراسة جدوى للمشاريع الصغيرة وفي ثنايا البرنامج قدم مدير المركز أحد الشباب الذين استفادوا من برامج وقروض المركز فكان مشروع ذلك الشاب عبارة عن بقالة صغيرة والآن توسع مشروعه وأصبح دخله لايقل عن تسعة آلاف شهريا. • تغيير بعض المفاهيم لدى الشباب كمفهوم العمل مثلا، فالبعض منهم يعتقد أن العمل هو العمل الحكومي فإن تعسر فالقطاع الخاص بمزايا عديدة ومكافأة عالية فإن تعسر فعلى الدنيا السلام. • بعض الشباب يرفض تماما فكرة الخروج من منطقته حتى لو توفرت له فرصة عمل مناسبة في منطقة أخرى، فلابد من تغيير هذا المفهوم أيضا، فسافر فالسفر له فوائد ويزيد خبرة في الحياة. • حافز يجب أن يكون حافزا للبحث عن العمل الذي يضمن للشاب العيش الكريم والشعور بالمسؤولية وليس تشجيعا للركود والتباطؤ عن البحث. • غرس قيمة الصبر والمثابرة لدى الشباب سواء أثناء البحث عن العمل أو بعد الحصول عليه. • غرس ثقافة إيجاد البدائل المتاحة المؤقتة مع السعي الحثيث للحصول على الأفضل بدلا من الانتظار الطويل وترديد الحسرات على سنوات الدراسة والشهادة وغير ذلك. هناك الكثير من الأفكار للحد من ظاهرة البطالة ولكن اكتفيت بهذا، فالأهم هو الإيمان بها ومحاولة تطبيق المناسب منها على أرض الواقع . فأرجو أن يكون هذا المقال مساهمة فعالة في تشخيص الداء ووصف الدواء. علي موسى هوساوي (مكةالمكرمة)