وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بالتحقيق في الشكوى التي تقدم بها مواطن ضد مستشفى محافظة شرورة العام بعد اكتشافه فصل رأس طفلته وخياطتها، ووجود تشوهات وكسور وإصابات في مولودته، وطلب سموه سرعة إجراء التحقيقات اللازمة في القضية ورفع النتائج وما يتم التوصل إليه في هذه الواقعة. ولا تزال الجهات الأمنية تحقق في الحادث، الذي اكتشفه والد الطفلة في مغسلة الأموات بجامع العزيزية حين أراد غسلها، وباشر الطبيب الشرعي الحادث يوم أمس الأول، كما تفاعلت حقوق الإنسان مع القضية وقام عضو الهيئة المحامي هادي اليامي صباح أمس بزيارة مدير عام الشؤون الصحية بنجران واطلع على الإجراءات كافة التي اتخذت تجاه الحادث، مؤكدا أن الهيئة تتابع القضية، حيث تواجد في نجران منذ المساء لمتابعة ذلك، وأكد مدير العلاقات والإعلام بصحة نجران صالح علي آل ذيبة أن مدير عام الشؤون الصحية بنجران الصيدلي صالح المونس وجه بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة المساعد العلاجي عبدالرحمن الشريف وإخصائي نساء وولادة واستشاري أطفال وعضو من المتابعة بصحة نجران، وقال إنه فور استكمال اللجنة تحقيقاتها سوف تعلن النتائج. فيما أكدت مصادر ل»المدينة» أن الطبيب قام بشفط الطفلة بعد تعسر ولادتها عندما خرجت بالأرجل بدلا من الرأس، وقام بعملية الخياطة دون إخبار والدها بذلك، ظنا منه أن الموضوع لن ينكشف خاصة أن الطفلة متوفية، أما المواطن صالح عبدالله البريكي والد الطفلة فقال انه التقى باللجنة المشكلة من صحة نجران يوم امس، مؤكدا تلقيه اتصالا من مدير عام الشؤون الصحية بنجران صالح المونس يعتذر فيه عن ما لحق بطفلته مؤكدا ان المتسبب سوف ينال عقابه. وكانت «المدينة» قد نشرت في عددها أمس تفاصيل الحادث، بعد أن تقدم والد الطفلة ببلاغ إلى شرطة شرورة ضد المستشفى العام. آراء حول القضية وقالت استشارية النساء والتوليد ورئيسة قسم النساء بمستشفى الظافر بنجران إيمان حسن غريب ل»المدينة» أن الأطفال غير مكتملي النمو ما بين العمر 20 أسبوعا و37 أسبوعا قد يتعرضون لحالات ولادة مبكرة، وقد يخرج الجنين بالمؤخرة وليس بالرأس، ونظرا لعدم تناسب حجم الرأس بالنسبة للجسم حيث يكون حجم الرأس أكبر من حجم الجسم في هذا الوقت، فإن الطب ينصح بولادة هذه الحالات ولادة قيصرية لأنه من الجائز أن ينزلق المقعد وباقي الجسم إلى الخارج ويبقى الرأس معلقا داخل الرحم نظرا للتفاوت في الحجم وقد يضطر الطبيب خطأ في مثل هذه الحالات إلى الشد على الجسم لتوليد الرأس المتبقية داخل الرحم، مما قد يؤدي إلى تهتك بأعصاب الرقبة قد ينتج عنه شلل في احد الذراعين جزئي أو كامل للأطراف العلوية، وقد يؤدي إلى تمزق بعضلات الرقبة والعمود الفقري. وأضافت الدكتورة إيمان أن هناك حالات قد ينفصل فيها الرأس عن باقي الجسم بعد وفاة الجنين، وأشارت إلى أن الطب ينصح إذا كان جسم الجنين ووزنه يسمحان باستمرارية الحياة داخل الحضانة أن يولد عن طريق عملية قيصرية. مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بنجران الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني قال أن الطبيب إذا كان تعمد القتل بحق الطفلة وثبت ذلك فحكمه القصاص، وإن ثبت ذلك عن طريق إهمال أو قصور فحكمها شرعا الدية المغلظة والتعزير. أما المحامي حسن جمعان الزهراني فقال إنه يحق للأب المطالبة بالدية الكاملة في حال ثبت القتل العمد بحق طفلته كحق خاص، أما الحق العام فمتروك للقضاء لتحديده، أما في حال ثبت الإهمال والتقصير بحق الطفلة من قبل المستشفى فيحق المطالبة بدية القتل الخطأ.