تفاقمت أزمة الأسمنت في عدد من المناطق حيث رصدت «عكاظ» خلال جولاتها ندرة في المعروض وارتفاعا على الطلب الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار لتصل إلى 20 ريالا للكيس، وسط غياب تام لمراقبة الجهات المعنية حسب المواطنين. ففي منطقة جازان رصدت « عكاظ» تذمر المئات من المواطنين المنتظرين الذين امتدت طوابير سياراتهم إلى مسافة 800 متر، حيث قال محمد حسين وعبدالله أحمد إن أزمة الأسمنت تفاقمت خلال الأيام الماضية مع ارتفاع أسعاره والتي وصلت إلى 20 ريالا للكيس. وأضافا أن تخصيص بيع كميات قليلة جدا من الأكياس للمستهلك أوجد سوقا سوداء من قبل العمالة الوافدة، كما أوقف بناء المنازل الخاصة للمواطنين في المنطقة. وطالب أحمد عبدالله بالتدخل السريع لوزارة التجارة والغرفة التجارية في المنطقة لحل أزمة الأسمنت المتفاقمة، متهما العمالة الوافدة بالمسؤولة عن تجفيف كميات الأسمنت في المنطقة، وقال إنه شاهد عدة شاحنات محملة بالأسمنت تفرغ حمولتها خارج السوق ويقوم على تسويقها العمالة الوافدة. إلى ذلك، أكد عاملان من الجنسية الباكستانية أن هناك عدة شاحنات تصل إلى السوق لكن سرعان ما تباع الحمولة بسعر 20 ريالا للكيس، فيما اتهم نهاري محمد (مربي ماشية) التجار بأنهم يقفون وراء هذه الأزمة مطالبا الجهات الرسمية بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الأزمة المفتعلة. أما محمد سليمان فقال إن أزمة الأسمنت تسببت بإيقاف مشروع بناء منزله إلى إشعار آخر بعدما عجز عن توفير الأسمنت الكافي لمتابعة العمل. وفي محافظة أحد رفيدة، دفعت ندرة المعروض وزيادة الطلب على الأسمنت إلى الاستعانة برجال الأمن أثناء التوزيع على المواطنين والمقاولين في نقطة البيع في السوق الشعبي الجديد، حيث بلغ سعر الكيس الواحد 16 ريالا، ولا يحصل المستهلك سوى على 10 أكياس فقط. ورصدت «عكاظ» صباح أمس انتظار المواطنين داخل مركباتهم لعدة ساعات وسط الأجواء الباردة التي تشهدها منطقة عسير بدون أي فائدة خصوصا أن أي شاحنة محملة بأسمنت نجران لم تصل إلى المنطقة منذ أمس الأول، ما اضطر عددا كبيرا منهم للعودة إلى منازلهم بعدما أوقفوا مركباتهم في طابور طويل لساعات طويلة. وقال كل من صالح بن سعيد القحطاني ومحيي بن صوفان وسعيد علي القحطاني إنهم لم يحصلوا على كيس واحد في محافظة أحد رفيدة أمس رغم طول الانتظار، مطالبين بسرعة التدخل لحل الأزمة الحادة التي تشهدها محافظات منطقة عسير. وكان عدد من المواطنين في المحافظة اضطروا إلى تعليق أعمال البناء في ظل عدم إمكانية الحصول على الكميات الكافية من الأسمنت الأمر التي تسبب في خلافات مع المقاولين نتيجة تعطيل أعمالهم وعدم قدرتهم على العمل في مبان أخرى.