وصلت أزمة الأسمنت إلى منطقة القصيم، التي بدأت تشتكي من ندرة المعروض وارتفاع الأسعار. ولوحظ في جولة على نقاط بيع الأسمنت في منطقة القصيم عدم وجود أي ازدحامات أو تدافع توحي بوجود أزمة في التوزيع، ولكن الموزعين والمستهلكين كشفوا عن أن الأزمة طالت المنطقة، حيث قال بندر الزيد، وهو موزع تجزئة ل «عكاظ» إن أزمة قلة المعروض في الأسمنت وصلت إلى منطقة القصيم منذ نحو خمسة أيام، مشيرا إلى أن المستهلك النهائي وخصوصا صاحب الطلبيات الصغيرة أو المتوسطة قد لا يشعر بالأزمة بفضل التنظيم وخطة العمل الطارئة في المنطقة، ولكن من يشعر بها بقوة هم أصحاب مصانع الخرسانة والبلوك وأصحاب الطلبيات الكبيرة، خصوصا أن شركة أسمنت القصيم تعمد إلى جدولة طلباتهم وفقا للمتوفر، أما الطلبيات الصغيرة والمتوسطة فحتى الآن تنفذ بشكل مباشر وإن بدأ المستهلكون يتخوفون من تغير الوضع. وأضاف أن هذا بطبيعة الحال أدى إلى رفع الأسعار ولكن في النطاقات المسموح بها وهذا يؤكد ويعطي دلالة أن الأزمة مازالت تحت السيطرة. في منطقة تبوك، اشتكى المواطنون من ارتفاع مبالغ فيه لأسعار مواد البناء والأسمنت، الأمر الذي أدى إلى توقف البناء في بعض العمائر؛ نتيجة السوق السوداء التي يديرها عدد من العمالة الوافدة في ظل غياب الأجهزة الرقابية عنهم. ورصدت «عكاظ» خلال جولة في أسواق الأسمنت غياب البائعين السعوديين مع سيطرة ملفتة للعمالة الوافدة، التي تتحكم بالأسعار من خلال الاتفاق فيما بينها على تحديد سعر ثابت يضطر الزبون معه إلى الشراء. وارتفع سعر كيس الأسمنت في تبوك إلى 16 ريالا، بعدما كان يباع ب 14,5 ريال. وبرر الموردون هذا الارتفاع إلى زيادة نصف ريال على سعر الكيس من المصنع في محافظة ضباء، حيث يشترونه من المصنع ب 11.5 ريال ليبيعوه ب16 ريالا بدلا من 12 و14 ريالا للكيس الواحد. كما ارتفعت أسعار الخرسانة الجاهزة حيث وصل سعر المتر في بعض الخلاطات إلى 210 ريالات مقابل 180 ريالا في السابق. وفي منطقة حائل، حمل عدد من موردي الأسمنت الشركات المنتجة مسؤولية الأزمة الحاصلة في الأسواق، مشيرين إلى أنها تحدد كميات قليلة لا تكفي المستفيد سواء مواطنين أو شركات. إلى ذلك، تصدى فرع وزارة التجارة في المنطقة للتلاعب الذي حصل في أسعار الأسمنت، حيث يعمد عدد من العمالة الوافدة إلى الخروج من السوق والبيع بالخفاء بأسعار خيالية فوق المعدل. ويعمل رجال الأمن على تنظيم الشاحنات وضبط الأسعار على وضعها الطبيعي. وطالب عدد من المواطنين كبح ارتفاع أسعار الأسمنت المستغرب، وقال فهد الشمري وعبدالله العنزي ومحمد السعدون إن الأسعار قفزت بمعدل يتراوح بين 5 إلى 10 ريالات في الكيس الواحد، وأرجعوا أسباب الارتفاع إلى نقص الكميات في السوق منذ دخول فصل الشتاء، وإلى تعمد بعض التجار تخزين الكميات لإبقاء الأسعار في معدلاتها الحالية. وأشار سالم الشمري إلى أن الأسمنت متوفر في المستودعات ويمكن الحصول عليه لكن أسعاره قفزت من 14 ريالا إلى 22 للكيس خلال أقل من أسبوع دون مبرر. وأضاف عجب العايض أن بعض الموردين يعطون مواعيد بعد صلاة الفجر للحصول على عدد قليل من أكياس الأسمنت. ورصدت جولة «عكاظ» أمس في السوق المخصص لبيع الأسمنت تباينا في وفرة كميات الأسمنت في السوق، وأشار بائعون إلى أن كميات الأسمنت انتهت فجأة قبل أسبوع تقريبا من السوق، وحيث أن الأسعار لم يطرأ عليها زيادة ملحوظة منذ شهرين وتراوحت بين 15 إلى 17 ريالا بحسب العرض والطلب. وفي منطقة الباحة، بدأت أزمة الأسمنت تتلاشى أمس، وكشفت جولة ل «عكاظ» أمس على عدد من مواقع البيع في المنطقة عن أن الأسمنت أصبح متوفرا، إلا أن المواطن أحمد سعيد أشار إلى تفاوت في الأسعار ما بين 16 وعشرين ريالا، متسائلا عن دور وزارة التجارة في إحكام سيطرتها على الموزعين ومنافذ البيع من خلال جولات رقابية تقوم بها ميدانيا لمتابعة حركة السوق باستمرار . من جهته، برر أحد بائعي الأسمنت في الباحة تفاوت الأسعار بأن ذلك يعتمد على الجهة التي ترد منها الحمولة.