انتقلت الثورة السورية إلى مرحلة جديدة من التصعيد ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إذ اختار الناشطون اسم «جمعة دعم الجيس السوري الحر» في إشارة إلى إضفاء الشرعية على ممارسات الجيش المنشق ضد الجيش النظامي. وفي حصيلة أولية قتل 15 متظاهرا في مدن سورية عدة برصاص قوات الأمن والجيش، عندما خرج المتظاهرون مطالبين بإسقاط النظام في حمص ودرعا ودير الزور وحماة وإدلب. وفي مواجهة تصميم النظام على سحق المحتجين، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان له أمس أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية». ومن هذه الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان إنشاء «مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف «التواصل المباشر» وإقامة «حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين» الذين يؤيدون الثورة و «التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية». وقال العميد الركن المنشق مصطفى أحمد الشيخ (أعلى قائد عسكري ينشق على الجيش السوري منذ اندلاع الانتفاضة) إن الانشقاقات تضعف الجيش لكن المنشقين قد يحتاجون إلى أكثر من عام للإطاحة بنظام بشار الأسد؛ لأنه يحتفظ بولاء قوات جيدة التدريب والتسليح من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها. وأشار الشيخ إلى أن زهاء 20 ألف جندي -معظمهم من الأغلبية السنية- انشقوا رغم القيود الفولاذية، لافتا إلى أن مساحات واسعة من الأراضي تسقط بانتظام في أيدي المنشقين قبل أن تشن القوات الموالية هجمات لاستعادتها. من جهة ثانية، وصلت جثة الصحافي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل بقذيفة في سورية، وأعلن القضاء الفرنسي أنه فتح تحقيقا في مقتل الصحافي بتهمة القتل العمد. من جهتها، أشارت هيئة التلفزيون الفرنسي إلى «أمور مريبة» في ملابسات مقتله وأعلنت أنها رفعت دعوى أمام القضاء الفرنسي. وفي روسيا، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سورية معتبرة أن هذه التعديلات هدفها إجراء تغيير في النظام في دمشق. من جهة أخرى، أفاد مسؤول قبرصي أمس أن سفينة تشغلها شركة روسية وعليها «شحنة خطرة» كانت تحمل ذخيرة، في حين قال مصدر في الشركة الروسية إن السفينة وصلت إلى سورية. وكانت السلطات القبرصية فحصت السفينة حين توقفت للتزود بالوقود في وقت متأخر الثلاثاء الماضي. وقدمت السفينة للسلطات القبرصية تأكيدات مكتوبة بأن وجهتها ليست سورية وسمح لها بالإبحار في اليوم التالي.