رغم تنوع المشاريع التطويرية والعمرانية في كورنيش جدة وتلبك الحركة المرورية ودخول الأسبوع الثاني من الاختبارات النصفية، إلا أن الأجواء الغائمة والباردة في المحافظة، حفزت السكان والزوار صباح أمس للإقبال على الكورنيش، خصوصا في منطقة الحمراء، الكورنيش الأوسط وأبحر الشمالية. «عكاظ» رصدت تجمع العوائل والشباب والأطفال على طول الكورنيش منذ الساعات الأولى من صباح أمس، للتنزه بالأجواء الغائمة المصاحبة ببرودة غير عادية، البعض يمارسون الصيد وآخرون يلعبون على المراجيح ومجموعة تتنزه على المركبات البحرية داخل البحر. تعيش جدة هذه الأيام انخفاضا في درجات الحرارة مع تكتلات من السحب ما وفر أجواء رائعة سياحية للمصطافين مكنتهم من الاستمتاع بإجازة نهاية الأسبوع الأول من الاختبارات التي حولت المنازل إلى قاعات للفصول للطلاب والطالبات. وشهد الكورنيش منذ الثامنة صباحا دخول عشرات المركبات وتوافد الأسر، لتناول الإفطار على الكورنيش، ليتحول إلى مطاعم مفتوحة، فيما تفرغ الأبناء للعب على المراجيح، وسط أجواء من السعادة والفرح. حمد الحربي أحد المتنزهين يقول: أسبوع الاختبارات كان مملا بسبب أجواء المذاكرات، حيث منعنا الأبناء من الخروج ليتمكنوا من أداء اختباراتهم، وحرصنا على دعمهم في الاستذكار، وفي نهاية الأسبوع ومع الأجواء الغائمة قررنا الاستمتاع بالكورنيش ثم العودة إلى أجواء المذاكرة استعدادا لاختبارات الأسبوع الثاني، مؤكدا أن زوار الكورنيش لم يكونوا من سكان جدة فقط، بل يوجد آخرون قادمون من خارج جدة خصوصا من المدن القريبة، للاستمتاع بإجازة نصف السنة الدراسية في جدة، هربا من أجواء البرودة الشديدة لديهم. سالم المالكي أحد سكان الطائف، فضل قضاء إجازة منتصف العام في جدة، لاعتدال أجوائها. من جهته قال فهد الغامدي: الصباح هو الوقت الأنسب لزيارة الكورنيش دون إزعاج، في ظل عدم وجود دبابات نارية وخيول. ويضيف أن الفترة المسائية يتواجد فيها أصحاب الدراجات النارية في بعض الأماكن، وهم يقلقون المتنزهين، لذا أتمنى من الجهات المسؤولة إبعادهم عن منطقة الكورنيش نهائيا، وإصدار عقوبات رادعة في حقهم. وأشار عارف الغريبي إلى أنه لم يتوقع أن يجد هذه الأعداد الكبيرة من المتنزهين على الشاطئ، مضيفا يبقى كورنيش جدة مميزا ولعل أبرز ما شاهدته هو الحفريات في كافة أنحاء المحافظة، ولكنها خاصة بمشاريع حيوية آمل أن تنجز في أسرع وقت. من جانبه انتقد فواز المطيري انتشار الفئران في الكورنيش بعد أن وجدت البيئة المناسبة والمأكل والمشرب، مضيفا أن الأمانة يجب أن تكافح الفئران بطرق مدروسة، إذ أن المؤشرات الصحية توضح أن وجودها يثير المخاوف من انتقال أمراض خطرة تهدد صحة الإنسان لا سيما الأطفال عن طريق الاحتكاك المباشر، إذ أنها تحمل الجراثيم والفيروسات التي تنقلها إلى الإنسان بعدة طرق، لتصيب الجهازين الهضمي والتنفسي، ومن أشهر الأمراض التي تنقلها الإسهال،الكوليرا والطاعون. وناشد المطيري المسؤولين الانتباه إلى هذه المشكلة قبل أن تصبح كارثة، مشيرا إلى أن الأمانة معنية بأن تضع هذا الموضوع في أولويات أجندتها، حفاظا على سلامة وصحة البشر.