"الله لو نرقا الغيوم.. ننسا البشر.. ننسا الهموم".. أبيات شعرية لخصت تراجيديا جمعة الجداويين في يوم جمعتهم "الغائم" أمس الذي أنعش فصول استمتاعهم بظلال سماء مدينتهم الساحلية، وحول كورنيشها الممتد لعشرات الكيلومترات إلى "فصول مذاكرة" لطلبة المدينة في اختبارات فصلهم الدراسي الأول. لم تكن جدة بالأمس على حالها، بل حولت أجواء السماء أحوال الأسر الجداوية مع ساعات الصباح الأولى، فأرباب العوائل وجدوا في ذلك متنفسا وتهيئة لأبنائهم قبل دخولهم اليوم قاعات الامتحانات، فكتب المواد الدراسية كانت ميدانا ومعلما متميزا مع المعالم التي تنتشر على طريق الكورنيش الرئيسي، وهو ما رصدته "الوطن" خلال جولتها الميدانية على عدة مواقع سياحية في المدينة من الحدائق وضفاف الكورنيش الشمالي للمدينة. فيما كان بعض الآباء يستفيدون من شحن الأجواء "الربيعية" للغيوم لدعم أبنائهم الطلبة لوجستيا عبر استئجار قارب من ساعة لساعتين، لأخذ أولادهم في جولة بحرية مع غيوم السحب، التي أضحت العامل الأول في أجواء استمتاع أهالي المدينة. الأجواء لم تنعكس فقط على الطلبة والأسر، بل حتى المقاهي العائلية والشبابية والمطاعم وجدت في تلك "الغيمة السماوية" مكسباً ومدخولاً تجارياً، كما يصف أحد العاملين بأحد المطاعم البحرية المنتشرة على طريق الكورنيش بقوله "إن الأجواء حركت المياه الراكدة، ودفعت المزيد من الأسر مع أبنائهم إلى عمل احتفالية غير مباشرة بالأجواء الجذابة في السماء، فمعدل الطلبات ارتفع بشكل ملحوظ". الحدائق العامة والكبائن البحرية تحولت إلى "لوحة بانورامية" من كثرة التردد عليها من الأسر، حيث من الصعوبة بمكان أن تجد موطئ قدم مع أسرتك إن لم تحضر مبكرا، حيث يقول سعيد المالكي، رب أسرة، إنه أتى مع أسرته وأبنائه إلى إحدى الحدائق منذ وقت مبكر بعد "إغراء أجواء السماء" قبيل وقت الجمعة بساعتين، واصفاً الأجواء بالجميلة وتشجع على الاستمتاع بها وخاصة من قبل أبنائنا الطلبة. حتى وسائط الإعلام الجديد وبرامج التواصل في أجهزة الجوالات حولتها الأجواء الغائمة إلى وسيلة دعاية غير مباشرة، حيث يتفق الأصحاب والأصدقاء على الخروج والتجمع بأحد الأماكن السياحية للتنزه والاستمتاع، وتحولت أيضا إلى وسيلة توجيه مباشر للتوجه نحو الأماكن غير المزدحمة للاستمتاع بالأجواء الربيعية.