في السابع عشر من شهر محرم 1433ه، الثاني عشر من شهر ديسمبر 2011م، شاركت في الملتقى الدولي حول: (مالك بن نبي واستشراف المستقبل.. من شروط النهضة إلى الميلاد الجديد)، الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، بالتعاون مع ولاية تلمسانالمدينة التي عقد فيها الملتقى، وجاء في إطار الأنشطة الخاصة باختيار مدينة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011م. حضر الملتقى جمع كبير من الباحثين والأكاديميين الجزائريين من مختلف الجامعات الجزائرية، كما حضره جمع من الباحثين والأكاديميين من خارج الجزائر، من تونس والمغرب ومصر والسعودية ولبنان، ومن أندونيسيا وتركيا وفرنسا وأمريكا، وهؤلاء جميعا أو معظمهم كانت لهم كتابات منشورة حول مالك بن نبي، أو أنهم من المهتمين والمتابعين لأفكاره ونظرياته. وعلى مدى ثلاثة أيام، قدمت في هذا الملتقى العديد من الأوراق والمداخلات والشهادات حول ابن نبي سيرته وفكره ومنهجه، وتطرقت لأفكاره ونظرياته في الثقافة والتربية والاجتماع والاقتصاد والحضارة، وفي قضايا النهضة والتغيير والإصلاح، جمعت من جهة المنهج بين التوصيف والتحليل والنقد. وطيلة أيام الملتقى، وفي معظم جلساته العلمية التسع، شهد حضورا كبيرا من الطلبة الجامعيين ومن الكتاب والباحثين الجزائريين، ومن رجال الدولة في ولاية تلمسان، وحتى من طبقة كبار السن الذين عاصروا ابن نبي في حياته وتعرفوا عليه واستمعوا لندواته ومحاضراته، وقد أقيمت هذه الجلسات في قاعة المحاضرات الكبرى بكلية الطب جامعة تلمسان، التي اتسعت لهذا العدد الكبير من الحضور. وأظن أن هذا الملتقى سيمثل محطة مهمة في النظر لتجربة مالك بن نبي وتراثه الفكري، وسيظل حاضرا في ذاكرة المشاركين والمتابعين له، وبالذات القادمين من خارج الجزائر، وسيتوقف عنده المؤرخون للتجربة الفكرية لابن نبي، والمهتمون بتطور اتجاهات النظر لهذه التجربة في سياقاتها الجزائرية والعربية والإسلامية. سيظل هذا الملتقى حاضرا في ذاكرة المشاركين، لكونه جمع بعضا من أقرب المقربين لمالك بن نبي، الذين تعرفوا عليه عن قرب ومنذ وقت مبكر سواء في الجزائر من الجزائريين أو في مصر من الطلبة العرب بعد وصوله إليها سنة 1956م قادما من فرنسا، وهم الذين صاحبوه وزاملوه وتتلمذوا عليه، وعاشوا وتنقلوا معه في سفراته وحافظوا على هذه الصحبة والصداقة وكانوا مستودع ذكرياته، وحملوا معهم قبسا من نوره. من الجزائريين كان من هؤلاء الدكتور عمار الطالبي الذي تعرف على ابن نبي في القاهرة حين كان طالبا يدرس في مصر، ومن هؤلاء أيضا الأستاذ عبدالوهاب حمودة الذي لازم ابن نبي بعد عودته إلى الجزائر، وبقي ملازما له حتى وفاته سنة 1973م، ودأب على حضور ندوته الأسبوعية، واعتبر ابن نبي بمثابة أبيه الروحي والثقافي، وقد شغل منصب الأمين العام لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية لسنوات عدة، والدكتور عبدالرحمن بن عمارة الذي اعتنى بتراث ابن نبي المكتوب والمنشور باللغة الفرنسية، إلى جانب آخرين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 115 مسافة ثم الرسالة