** نعم يا سيدي نحن الولاء الأكبر في الوطن الأكبر، رأيت ذلك وأنت تحلق في السماء على قمم جبال السراة وبني مالك وفيفا.. وفي سهول تهامة وشواطئ البحر الأحمر عائدا ومتجها إلى جازان وفي رحلة طويلة عبر أوروبا ومن أقصى بلاد العالم ولم تختر بلدا تهبط فيه طائرتك إلا في مطار جازان لتواسي شعبك وأبناءك وإخوتك من أمراض «المتصدع» الذي أصاب الأهالي في ذلك الوقت. ** ويومها قال لك مرافقوك ضع واقيا لوجهك ويديك فهذا مرض معدٍ. ** فأجبتهم يا أحب الناس: وهل أضع واقيا من أهلي وشعبي، وواسيتهم ووضعت يدك في أيديهم وقبلت صغيرهم وكبيرهم وتجولت في عنابر المرضى.. والناس تحفك من كل جانب.. ** وعندما ذهبت إليهم في المرة الثانية رأيت أرواح الناس ملء عيونهم وهي تهتف بك.. ومع رقصاتهم القافزة إلى عنان السماء.. انتشيت ورددت معهم «سعوديون سعوديون». ** نعم يا سيدي أبا متعب في جازان رأيت الحب والولاء في عيونهم كسائر إخوتنا وأحبتنا في الشمال والشرق والغرب.. جنوبيون والهوى والعشق والحب جنوبي يا أحب الناس. ** كانت يومها سهول الأرض ووديانها وعصابات الفل على رؤوس وصدور صباياها وفتيانها وأطفالها وشيوخها تستقبلك وتهتف باسمك.. وما كانت هذه الأرض لا من قبل ولا من بعد تحب إلا من يحبها ويعمل بسخاء من أجل رفعتها وعزتها وكرامتها وأنت الأب الرحيم الذي أحب شعبه فأحبه الناس. ** لقد علمتنا يا أبا متعب الحب والوفاء فمن ينكر علينا حبنا لمليكنا ووطننا.. ووحدة أرضنا. * أنا يا سيدي واحد من أولئك البسطاء في أرض تهامة الذي نبت رأسه مع سنابل القمح والغصون الخضراء في كتف الجبل ولا نعرف إلا الولاء لكم والعمل من أجل نهضة بلادنا.. وابن ذلك الرجل الصغير الذي حمل الفانوس بين يدي الملك فيصل رحمه الله وكان عمره لا يتجاوز 15 عاما.. وكان يجيد القراءة والكتابة ويحفظ القرآن الكريم فأمر الأمير فيصل حينها بتعيينه مأمورا للمالية في قرية على الحدود اسمها «الموسم» ومثله العديد من آبائنا ومنهم عبدالقادر علاقي رئيس البلدية وهو والد السفير محمد عبدالقادر علاقي والوزير مدني عبدالقادر علاقي ومنهم رئيس الحسابات في الجمارك الشيخ عبده هاشم وهو والد الزميل رئيس تحرير هذه الصحيفة الدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور عثمان عبده هاشم أسأل الله له الشفاء.. والسيد محمد بن علي السنوسي مدير جمرك جازان والشاعر الكبير المعروف والمؤرخ الكبير محمد بن عيسى العقيلي والسيد عبده مسلم والد الدكتور أحمد عبده مسلم أخصائي جراحة العظام المشهور وأستاذنا ومدير مدرسة العزيزية في جازان محمد سالم باعشن والد اللواء متقاعد عبدالوهاب باعشن.. وغيرهم الكثير أسأل الله الرحمة لمن مات منهم وطول العمر لمن بقي منهم. ** هؤلاء هم آباؤنا.. الذين شاهدنا الدموع في عيونهم والحزن يملأ قلوبهم عند وفاة موحد شمل هذه الأمة.. المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأدخله فسيح جناته.. وأجزل له الثواب على ما حققه من تعاطف وتراحم وتكاتف وأمن وأمان لأبناء شعب المملكة العربية السعودية والذي سار على نهجه أبناؤه الملوك الكرام حتى وصلنا اليوم إلى عهد العزة والرخاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ** لقد تعلمنا من ولاة أمرنا أن نعلو ونترفع عن صغائر الصغار لأننا إن شاء الله كبار في وطننا الأكبر.