لا شك ان مدينة جدة كانت من اوائل المدن التي كان فيها مدارس نظامية سواء المدرسة الرشدية التي انشأها الخليفة العثماني محمد رشاد ثم بعد خروج العثمانيين وانتهاء العهد الهاشمي سميت بالمدرسة السعودية، وقد انشأ ايضا محمد علي زينل وحرمه «ابنة عمه الحاج عبدالله علي رضا» مدرسة الفلاح في جدة قبل اكثر من سبع سنوات من انشاء مدرسة الفلاح بمكة، وقد كان لآل الجمجوم «الشيخ محمد صالح جمجوم والشيخ عبدالرؤوف جمجوم» فضل كبير في استمرارية عمل هاتين المدرستين وقد كان في جدة علماء واساتذة لهم كتاتيب يدرسون فيها امثال كتاتيب «آل عطية اللقاني» وهم من السادة وعرف منهم السيد عبدالحميد والسيد سعيد والسيد صالح والسيد عبدالقادر والسيد محمد والسيد سالم وكان جدهم السيد محمود رلا من العلماء الصالحين. وكان لبعض العلماء حلقات علم في المسجد عرف منهم الشيخ احمد باجنيد والشيخ حسن ابو الحمايل والسيد محمد مرزوقي والسيد الدباغ وقد كان بعضهم يدرسون في المدارس مثل الشيخ عمر الحفني في مدارس الفلاح والشيخ حسين مطر والشيخ السرحان والشيخ عبدالعزيز نعمة الله، وكان بعض هؤلاء العلماء من ابناء العوائل الغنية كالشيخ حسين نصيف والشيخ محمد صالح نصيف اما الافندري نصيف فقد كان عالما ولم يكن له حلقة في مسجد ولكن كان له ناديا في بيته يأتي اليه العلماء ولديه مكتبة لا مثيل لها في ذلك الوقت كما كان ابنه الشيخ عمر نصيف والشيخ عبدالقادر ممن ساهموا في التعليم في بداية العهد السعودي. وكان هناك عالما من اصل مصري يعمل في تعليم ابناء العوائل في بيوتهم وهو عالما ليس في علوم الدين فقط ولكن في علوم الدنيا ايضا وقد كان من تلامذته الشيخ محمد صالح باعشن هذا العالم هو الشيخ طه رضوان العسوي وقد انجب ابنا كان من اعلم ابناء مدينة جدة وكان يعمل نائبا لقائم مقام جدة انه العمل الفاضل علي طه رضوان رحمه الله وكان رجلا يعمل بصمت وعلى بصيرة وهو رحمه الله كان متزوجا من آل سحلول وله منها ابنتين ومن آل الوسيه «السيدة فاطة رحمها الله» أخت السيد مصطفى وحسن وابراهيم رحمهم الله وهي والدة الزميلين محمد يحيى وعبدالعزيز وقد كان العم علي لديه زوجات منهم والدة ابنته التي تزوجت بالعم مصطفى وسيه الذي كان مدرسا للمذهب الشافعي في مدرسة الفلاح رحمه الله وهي والدة الطيار طارق وسيه. وإذا لمتخني الذاكرة فوالدة العم مصطفى هي من بيت جدع اما والد العم مصطفى وسيه فهو الشيخ صالح وسيه رحمه الله الذي كان له فرن في حارة اليمن وكان يسمي عيشه عيش السبيل وهو فرن يبيع العيش لمن يستطيع شراءه اما من لا يستطيع فيأخذه دون مقابل صدقة لله عز وجل وكان الناس الفقراء لا يأخذون الا على قدر حاجتهم وقد مرت سنتين كان الناس في حال سيء وفقر شديد خاصة ابان الحرب العالمية الاولى عندما انقطع السكر والدقيق من البلاد. فكان اهل الخير يطعمون الناس لله، فلله در آل وسيه وآل رضوان واهل جدة الطيبين الذين عرفوا معنى القرآن فطبقوه في حياتهم (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) الانسان (8-9)