جاء في نظام نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة عدة ضوابط عادلة تضمن تحقيق المصلحة العامة والخاصة على حد سواء، ولكن لجان التقدير وجهات الاختصاص قلما تلتزم تماما بما جاء في ذلك النظام، مع أنه صادر بمرسوم ملكي ووفق مواد نظامية واضحة المعالم، وعلى سبيل المثال فإن المادة السابعة عشرة من النظام تشير إلى أن إجراءات صرف التعويض تتم قبل التاريخ المحدد للإخلاء وأن التعويض نفسه يسلم للمالك فور تسليمه العقار بواسطة كتابة عدل أو المحكمة، وأنه في حالة إخراج المالك عن عقاره أو منعه من الانتفاع به قبل تسلمه للتعويض العادل فإنه يعطى أجرة المثل عن المدة التي بين الإخلاء وتسليم التعويض، ما لم يكن تأخير صرف التعويض سببه المالك، فما مدى تطبيق هذه المادة على أرض الواقع، إذا كان بعض الملاك يجبرون على الإخلاء عن طريق قطع الخدمات عن دورهم، ثم لا يستلمون تعويضاتهم المقررة لهم إلا بعد شهور عديدة، وربما بعد عام من تاريخ الإخلاء. ثم لا يدفع لهم أي تعويض عن المدة بين تاريخ الإخلاء وبين تاريخ استلام التعويض؟! وجاء في المادة الأولى من النظام، عدم جواز نزع ملكية عقار إلا لتنفيذ مشروع معتمد في الميزانية، ولكن بعض الأحياء في أم القرى أصبح سكانها يفاجأون في الآونة الأخيرة بمشاريع هدميات يعلن عنها بلا مقدمات، ويطلب منهم الإخلاء الفوري بعد موسم الحج، ويكون منهم مستأجرون من المالك وأبناؤهم في المدارس، وعليهم البحث عن سكن مستأجر جديد أو يكون المالك نفسه هو الساكن في العقار، الذي لا يملك غيره فيضطر للبحث عن سكن آخر بالإيجار ريثما يتسنى له تسلم تعويضه وشراء البديل المناسب إن كان التعويض عادلا وكافيا لشراء بديل مماثل، مع وجوب الإشارة إلى أن تأخير تسليم التعويض ولو لعدة شهور يعني فقدان مبلغ التعويض -حتى لو كان عادلا- جزءا من قوته الشرائية، فكيف إن لم يكن كذلك؟! هذا بالنسبة للعقارات الحرة المملوكة لأصحابها، أما بالنسبة للعقارات المستعيدة كالأوقاف فإن نزع ملكيتها يعني حجز مبلغ التعويض لشهور وربما لسنوات حتى ترضى لجنة النظر والمحكمة وتوافق على صرف التعويض أو جزء منه لشراء بديل للوقف المزال، وهذه العملية تكتنفها تساؤلات عديدة، وكم من تعويضات لأوقاف فقدت أجزاء من قيمتها الشرائية خلال فترة التجاذب بين الناظر وبين الجهة المخولة بالإذن لشراء البديل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة