عفت أسرة أمس عن قاتل ابنها في ساحة القصاص في مدينة جازان، وسط حشد كبير من الحضور الذين رددوا هتاف التكبير رافعين أكف الضراعة بالشكر للمولى عز وجل. وكان ذوو الدم أعلنوا العفو عن السجين محمد خلفان شاجري والذي نجا من حد السيف في آخر لحظة بعد أن تنازل ذوو الدم بالمطالبة بإيقاع القصاص به وعفوا عن القاتل لوجه الله تعالى، وجرى توثيق تنازلهم لدى قاضي المحكمة في جازان وصدقوا على تنازلهم فيما تمت المطالبة بسجن الجاني مدى الحياة ونفذ الأمر بذلك. وأوضح والد المجني عليه عبدالله حسن جبريل شاجري أنه تنازل ووالدة ابنه القتيل لوجه الله تعالى، موضحا أن ذلك كان بفضل من الله تعالى ثم لشفاعة خادم الحرمين الشريفين وطلبا للأجر من عنده سبحانه وتعالى. ومن جهته، أوضح كل من جابر ومحسن ومطاعن أشقاء القتيل قناعتهم بالعفو لوجه الله تعالى طمعا في الأجر والمغفرة من الله عز وجل. فيما قال ابن القتيل حسن محمد عبدالله شاجري «تنازلنا جاء لوجه الله تعالى ثم لشفاعة خادم الحرمين الشريفين ونسال الله أن يتقبل والدي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته» وقال جدي يعاني من مرض الفشل الكلوي حيث ترك موعد جلسة الغسل الكلوي والتي كان موعدها أمس وتوجه لساحة القصاص ليعفو عن قاتل أبي لوجه الله تعالى طالبا للأجر، وأشار إلى أنه طالب جامعي ويسأل الله أن يتقبل منهم هذا العمل الصالح لوجه الكريم». في الجانب الآخر تعالت الأصوات بالتهليل والتكبير والثناء للمولى عز وجل بأن من على ابنهم بالعفو وعمت الفرحة أركان منزل المعفى عنه محمد خلفان الشاجري. وعبر والد السجين خلفان الشاجري عن شكره لأسرة ذوي الدم، موضحا أن ما أقدمو عليه من تنازل عن حقهم في القصاص لهو خير لهم ولابنهم وفرجا لكربته ووصفهم بأنهم أهل أصل وشيم ودين وتسامح والعفو نابع من شيمهم السمحة، مؤكدا أنهم أهل خير ودين وصلاح وتربطهم مودة وقرابة، ووجه شكره لهم ودعا الله أن يتغمد فقيدهم بواسع رحمته، مؤكدا أن مصابهم واحد وما حدث كان قضاء الله وقدره وهم يقدمون كل الشكر والعرفان لهم لامتثالهم للأجر جزاهم الله كل خير على عتقهم رقبة ولدي لوجه الله تعالى دون شيء وجزاهم الله خيرا على ما فعلوه. كما عبر أشقاء السجين جابر وعلي وحمد خلفان عن شكرهم وامتنانهم لأهل المجني عليه داعين الله لهم بالأجر والثواب وشاكرين لهم معروفهم الذي اعتبروه دينا في رقابهم جميعا وأنهم جميعا أخوة وهم سعداء لمساعي الخير التي تمت وشاكرين كل من كان له الفضل بعد الله، حيث أشاروا إلى أن ذوي الدم تنازلوا لوجه الله ولشفاعة خادم الحرمين الشريفين ومساعي سمو أمير منطقة جازان. وأضاف أشقاء السجين أن شقيقهم محمد لديه ابنة في الصف المتوسط وأنه مضى على سجنه نحو ثماني سنوات ووالدهم مريض ووالدتهم مريضة، موضحين أن مساعي الصلح سارت البارحة الأولى بعد صلاة العشاء حيث توجه وفد من أعيان المشايخ في القرية ومركز الريان ورئيس المحكمة وعدد كبير من أهل الخير الذين تمكنوا بفضل من الله ووفقوا في الوصول لاتفاق بالتنازل بالصلح لوجه الله.