ضجت ساحة القصاص بجازان صباح أمس بالتكبير، بعد إعلان العفو عن رجل أمن قتل ابن عمه. ولم يرد في خلد القاتل محمد خلفان الشاجري البالغ من العمر 34 عاما، أنه سينجو من حد السيف الذي لا يبعده عنه سوى ساعتين، متوقعا تنفيذ حكم القصاص به، بعد أن أقدم على قتل ابن عمه محمد عبدالله الشاجري البالغ من العمر 32 عاما والذي يعمل رجل أمن في قرية الشواجرة القريبة من مدينة جازان. ومنذ الساعات الأولى لصباح أمس، توافد العديد إلى ساحة القصاص بعد أن علموا بموعد تنفيذ الحكم الشرعي في القاتل فاحتشدت الساحة بهم، في ظل تواجد مختلف الجهات الأمنية والشرعية والطبية وفي مقدمتها الإمارة، بيد أن القصة أخذت منحى آخر عندما نجا القاتل من ضربة السيف، بعد أن عفا المواطن عبدالله الشاجري "90 عاما" عن ابن أخيه قاتل ابنه، بحضور ابن القتيل الأكبر حسن "17 عاما"، حيث تواجد والد القتيل داخل شعبة سجن جازان العام منذ الصباح الباكر في المكان المخصص للقاتل رغم معاناته الصحية من مرض الفشل الكلوي، وذلك بحضور كاتب العدل ومندوبي جهات حكومية أخرى، ليدون القاتل وصيته. وفي تلك اللحظات، تدخل مسؤولو السجن حتى يعفوا أهل القتيل عن قاتل ابنهم. وقال إمام مسجد بالقرية هادي جبلي شاجري "أدى القتيل محمد صلاة الفجر جماعة بالمسجد، وتحدثت معه عن أمور حياته فقال إن الحياة صعبة يا عم هادي، ثم توجه إلى وجهة لا أعلمها قبيل أن ترسل الشمس أشعتها لتضيء طرقات القرية، وإذ بالخبر ينزل علينا كالصاعقة، وذلك عندما علمنا بمقتل ذلك الشاب الذي يهتم بشؤون المسجد ويقدم الخير لكل إنسان". إلى ذلك، أوضح مدير سجون جازان العميد محمد القرين أن هناك جهودا حثيثة بذلت من قبل مسؤولين في السجن وفاعلي خير بتوجيه من أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر، حامدا الله عز وجل أن تم العفو على أكمل وجه. وبين القرين أن القاتل دخل السجن في رجب عام 1426، بعد أن أقدم على قتل ابن عمه محمد عبدالله الشاجري في قريتهم، وذلك بإطلاق ثلاث طلقات نارية عليه من مسدس ربع، لاعتقاد القاتل أن ابن عمه يجري له سحرا، ثم سلم نفسه لدورية أمنية بالقرب من قريتهما. وقال "نحن دائما نعمل على إقناع أهل أي قتيل بالتنازل لوجه الله تعالى عن قاتل قريبهم الذي سينفذ فيه حكم الشرع".