بصراحة، ما تتعرض له أختنا «التاء»، هذه الأيام، من إهانات، فاق كل التوقعات. تصوروا، أن كلمة (قضاة)، أصبحت تكتب هكذا (قضاه)، و كلمة (كتابة)، أصبحت تكتب هكذا (كتابه). صحيح، أنه لم يعد هناك شيء يذكر، كما أنه بات من الصعب جدا، تمييز المؤنث، من المذكر، كما في الكلمة السابقة، حيث حوِلت تاء التأنيث إلى (هاء) ضمير الغائب، لكن ذلك لا يعني، أن نصب جام غضبنا على «التاء» المسكينة، وننكل بها كل هذا التنكيل. «التاء»، يا إخواني، مسالمة وطيبة، ولا دخل لها في حريق مدرسة «البراعم». كل ما هنالك، هو أنها مرحة ومشاغبة قليلا، ولديها بعض الهوايات الغريبة. فتارة، نجدها تمتطي الهاء، وتعرض نفسها، حتى يراها الجميع بوضوح، كما في كلمة (كتابة) مثلا. وتارة، نجدها منبطحة، تغط في نوم عميق، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد ، كما هو الحال مع (المستشفيات) و(الجامعات). لم نضرب المثل بمكتب العمل، لأنه، «يا للأسف»، ليس له «تاء»، مع أن لديه، بدل مشكلة التاء، مشكلتين، إلا أنه، على ما يبدو، لا يقبل الطرح. هناك تاء مربوطة، وتاء مفتوحة، هكذا قالوا لنا، ونحن على مقاعد الدرس. صحيح أن التاء اختلطت بالهاء، هذه الأيام، ف(تاه) القارئ والمشاهد، لكن ذلك لا يعني، أن نخلط بين الاثنين. إن ما تتعرض له التاء، من سوء معاملة وتنكيل، لم نجد له من تفسير، سوى أن كتابنا، قرروا صناعة «ربيع الإملاء». محمد عبد الله يوسف