البرامج الساخرة التثقيفية على صفحات اليوتيوب، لها جمهورها الخاص حيث شكلت أبعادا في تقييم الواقع الاجتماعي، وتقديم نصائح وقيم إيجابية تعالج الأخطاء التي يقع فيها المجتمع، وتشارك الفتيات الشباب في البرامج من خلال الإعداد والتأليف، ولكن بشكل خجول، دون أن تكون هناك جرأة في التقدم والبدء من إحداهن؛ خوفا من العادات والتقاليد والفشل في هذه التجربة التي تحفها المخاطر. وأكد مخرج برنامج «الفئة الفالة» محمود رمضان أن ما يقدم في برامج اليوتيوب يعد انتقادات للواقع اليومي الذي نعيشه بقالب ساخر، مرجعا ذلك لإن الإقبال دائما يتجه للكوميديا، ويعد برنامجه مختلفا عن كل ما قدم حيث تقدم بقالبين ساخر هادف، وغير هادف، ونقل معاناة المواطنين والشباب في قضايا المجتمع المختلفة. واعتبر أن فكرته وجدت انتقادات في بداياتها، ولكن في حلقاتهم المتتالية وصل عدد المشاهدين لأكثر من ثلاثة ملايين مشاهد، وقدم برنامجه العديد من الأفكار التي تهم الشارع المحلي كارتفاع أسعار الألبان، وقيادة المرأة للسيارة، والبطالة، وارتفاع المهور، كما قدموا برامج توعوية كالمخدرات والإيدز. ورحب محمود في تقديم برنامجه على إحدى القنوات الفضائية شريطة ألا يكون هناك تعد على ما يقدم في برنامجه، وتوقع مستقبلا أن يكون هناك ظهور للفتيات كمقدمات لبرامج الإعلام الجديد، ولكن رأى حاليا أن وضعهن فقط يكمن في الإعداد والتأليف، دون الخوض في تجربة التقديم. واعتبر مراد محمد الممثل في بعض البرامج أن ظهور الفتيات في أعمال خاصة بهن مفقود حاليا، ولكنه يأمل أن يحمل المستقبل العديد من هذه البرامج للفتيات؛ مرجعا ذلك للمجتمع والظهور أمام الكاميرا الذي عده من الصعوبات التي تواجه المقدمين، مراد يعد حاليا لبرنامج خاص به يظهر قريبا على اليوتيوب، معتبرا أنه سيكون متخصصا في تمثيل الواقع من خلال معالجة القضايا الاجتماعية، بشكل مختلف. ومن جانبه أكد مقدم برنامج «فلسعة» مهنا الطيب على ضرورة الالتزام ببعض الضوابط في حال ظهرت الفتيات كمقدمات، وأكد أن المستقبل أفضل لهن، ويرى أن برنامجه توعي تثقفي من خلال معالجة السلوك الاجتماعي لكل ما يناقش، مشيرا إلى أن برنامجه لم يلق النجاح الذي يريده عندما بدأ فيه بطريقة ساخرة. وقال مقدم برنامج مع سلطة سلطان حكمي إن برنامجه اتجاه لجانب النصح والإرشاد الإسلامي والقيمي والإيجابية بشكل مبسط، وقت ضئيل، ولكن بفائدة أكبر، واعتبر أن الإعلام الجديد فتح أفاقا جديدة للشباب للاتجاه بأفكارهم وتحقيق رغباتهم في حرية دون تدخل في خصوصيات الشباب، وتمنى أن يكون هناك ظهور للفتيات كمقدمات لبرامج اليوتيوب. فتيات اليوتيوب ولخصت عائشة حكمي مشاركة الفتاة في تقديم برامج اليوتيوب إلى ضرورة الخروج من ثقافة (العيب) التي صنعتها العادات والتقاليد، والجرأة المفقودة، معتبرة أن الإعلام الجديد يعطي فرصة مهمة للفتاة السعودية في إبراز قدراتها والوصول لما هو أبعد مستقبلا من خلال استغلال هذه الفرصة المتاحة، ودعت كل فتاة للمشاركة في هذا المجال الذي يفتح آفاقا جديدة للفتاة، تجعلها تحقق ذاتها، عائشة تعمل على برنامج على قنوات اليوتيوب مؤكدة أنها تسعى لتميزه عن كل ما عرض على الإنترنت. وعللت معدة برنامج «الفئة الفالة» مها الشافعي عدم ظهور الفتيات كمقدمات يعود لأن تجربة الإعلام الجديد جديدة على المجتمع، ولكنها رأت المستقبل يبشر بخير في اتجاه الفتيات لتقديم برامج اليوتيوب لو وجد الدعم والأفكار المناسبة، وأكدت أن هناك عروضا كثيرة أتت لها لتقديم برامج ولكنها ترددت في البداية؛ خوفا من الانتقاد أو الفشل.