في ظل موجة مسلسلات اليوتيوب التي غزت المجتمع وبدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم وتجد متابعة وشعبية كبيرة من قبل كل أطياف المجتمع، خصوصا من فئة الشباب بعدما حاول كثير من المنتجين وضع العراقيل والعقبات في طريقهم ليخرجوا من الإطار الضيق للفضائيات المحتكرة من قبل ثلة قليلة من المنتجين والممثلين، الذين لا يهمهم سوى الترويج لأنفسهم على حساب المواهب الشابة. مسلسلات اليوتيوب على غرار «على الطاير» و«الفئة الفالة» و«لا يكثر» و«التاسعة إلا ربع»، وغيرها من المسلسلات التي صارت تضاهي بنسب مشاهدتها الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية المعروضة على الفضائيات، مما دفع الشركات الكبرى لتمويل هذه الأعمال ووجدتها فرصة للترويج لمنتجاتها من خلالها. وكان من آخر مواليد اليوتيوب مسلسل «تكي» وهو من فكرة وإخراج محمد مكي، الذي يسعى بعمله لتقديم بصمة مميزة. وعن فكرة العمل يقول مكي «المسلسل يتحدث عن أخطاء شباب وبنات في المملكة عموما وفي جدة خصوصا»، مبينا أن العمل يحاول أن يشرح كيف يتعامل الشباب مع أخطائهم ويتعلمون منها. وأشار مكي إلى أن هدفه من العمل هو تقريب وجهات نظر المجتمع ومحاولة الإيحاء بحلول للمشاكل التي يقع فيها شباب وبنات جدة. وأفاد مكي أنهم صوروا الحلقة الأولى من العمل ومدتها سبع عشرة دقيقة في مدينة جدة وأقاموا حفلا بهذه المناسبة، مشددا على حرصهم على تقديم عمل متميز مغاير لما قدم، مؤكدا سعيه للحصول على تمويل لإكمال مسيرته في هذا العمل الفريد من ناحية الفكرة. وحينما سألناه عن الرسائل التي يودون إيصالها إلى المسؤولين الرسميين بالمملكة، قال «لا توجد رسالة معينة، نريد أن نكون بقدر استطاعتنا مرآة عاكسة للواقع، ومتخذو القرار أدرى بالقرار السليم». وهنا يؤكد الخبير في الإعلام الجديد الدكتور سعود كاتب أن إقبال الشباب السعودي على إنشاء قنوات فكاهية على يوتيوب مثل «على الطاير»، و«لا يكثر»، مثلت مصدرا لحلول كثير من الشباب الموهوبين بمجالات التمثيل والكتابة والتصوير والإخراج، في ظل احتكار المنتجين لوسائل الإعلام الرسمي والقنوات الفضائية. واعتبر كاتب معالجة هؤلاء الشباب للقضايا التي يتناولونها تأتي وفقا لنظرتهم «ورؤاهم» لها. وأضاف كاتب «إن البرامج الحالية تجاوزت الخطوط الحمراء والرقابة المفروضة على الأجهزة الرسمية وعززت من نظرة المجتمع للإعلام الجديد». من جهته أوضح الناقد الفني والكاتب الصحفي محمد السحيمي في تعليقه على تجربة «كوميديا يوتيوب» أنها وسيلة لتعبير القائمين عليها عن آرائهم ونظرتهم للحياة، بعيدا عن الوصاية الأبوية. وقال السحيمي، الذي لم يخف إعجابه بتجربة الشباب السعودي في برامج يوتيوب والتي يتابع تطورها بشكل مستمر، «إن أصحاب الفكرة يخلطون بين الكوميديا والإضحاك». وأرجع ذلك في حديثه إلى قلة خبرتهم الفنية، مضيفا «إن ما يقدمونه لا يمكن أن نطلق عليه كوميديا ساخرة لأنها عمل درامي معقد، داعيا إلى تدريب كوادر شابة على الكوميديا الحقيقية».