مازالت قطعان الإبل السائبة تشكل تهديدا حقيقيا على أرواح عابري الطرقات الخارجية في منطقة تبوك، لعدم تنفيذ مشاريع حقيقية من شأنها المساهمة في خفض نسبة حوادث الاصطدام بالجمال والحد من الوفيات والإصابات الناجمة عنها. وفيما تتجول القطعان بحرية تامة على الطرقات، يحلم المسافرون بتنفيذ مشاريع لازدواجية وتسوير الطرق وتوفير لوحات إرشادية تنبه السائقين بالمواقع التي ترتادها الإبل بشكل مستمر، مع تكثيف تواجد دوريات أمن الطرق لمسح الطرق وإبعاد الجمال عنها. يقول علي العميري، من سكان مركز البدع، «اعتدت على طرد قطعان الإبل التي تعبر الطريق خوفا من تسببها في حوادث مرورية كونها تجتاز الطرقات على شكل قطعان كبيرة»، مشيرا إلى تسجيل مركز البدع العديد من الحوادث المرورية التي كانت الإبل سببا رئيسيا في وقوعها. واستغرب فهد المسعودي، من سكان مركز البدع، من عدم تنفيذ مشروع لتسوير وتسييج الطرقات الخارجية لحماية عابريها من خطر قطعان الإبل التي تتجاوزها، كونها تؤدي لوقوع حوادث قاتلة بشكل شبه يومي. وطالب محمد الجابري إدارة الطرق والمواصلات في تبوك بالعمل بشكل عاجل على تركيب لوحات إرشادية على الطرقات الساحلية، وخصوصا من أملج إلى محافظة حقل، الذي يشهد تواجدا مكثفا لقطعان الإبل السائبة التي تعبر الطريق بأعداد كبيرة للرعي في الجهات الأخرى. وأضاف «يعبر الطريق من أملج إلى حقل الكثير من السياح والمتنزهين الذين يزداد عددهم في الإجازات والمواسم، ما يستدعي تنفيذ كافة المشاريع اللازمة لحمايتهم من خطر الإبل، مع تكثيف تواجد دوريات أمن الطرق لمسح الطرقات وطرد الإبل عنها وأخذ التعهدات اللازمة على أصحابها لمنع تركها ترعى بحرية وتعرض حياة المسافرين للخطر». مسعود العطوي يقول «يشهد طريق تبوك حقل بطول 250 كلم كثافة مرورية عالية خاصة في الإجازات والمواسم من قبل المسافرين الذين يقصدون السفر لخارج المملكة عن طريق منفذ الدرة الحدودي، وبالرغم من ذلك مازال الطريق بمسار واحد، الأمر الذي جعله يشهد حوادث مرورية مأساوية بشكل أسبوعي، الأمر الذي يستدعي التحرك بشكل عاجل من قبل إدارة النقل والمواصلات لتنفيذ مشروع للازدواجية، الذي أعلن عنه منذ عدة أعوام، فضلا عن انتشار التجمعات الرملية على جانبي الطريق وفي المنعطفات، ما يؤدي لإرباك السائقين ويخل توازن السيارات ما يتسبب في وقوع الحوادث»، مطالبا بتكثيف تواجد دوريات أمن الطرق للقيام بأعمال المسح والحد من تهور بعض السائقين الذين يسيرون بسرعات مرتفعة ويتجاوزون في المنعطفات الخطرة غير آبهين بما قد يسببونه للغير من حوادث مرورية». وتساءل عن الأسباب الحقيقية التي منعت تنفيذ مشروع ازدواجية طريق حقل تبوك، بالرغم من الإعلان عنه من قبل إدارة الطرق قبل عدة أعوام، إلا أنه لم ير النور حتى الآن. وأوضح مدير مرور منطقة تبوك العقيد محمد النجار بأن هناك مخاطبات بين إدارته وإدارة النقل والمواصلات في المنطقة بشأن الطرق، وكذلك هناك تفاهم مع مراكز إمارات المحافظات والمراكز حول آلية التنبيه على ملاك الإبل بعدم تسربها على الطرق وأخذ التعهدات اللازمة على الملاك بخصوص ذلك. وحاولت «عكاظ» الوصول إلى رأي مدير إدارة النقل والمواصلات في المنطقة المهندس خالد الوكيل، إلا أنه رفض الرد على الاتصالات المتكررة. مدير مرور منطقة تبوك