يشهد قطاع السياحة في منطقة جازان نقلة نوعية تحتاج إلى اهتمام من قبل هيئة السياحة، وتفعيل الدور الذي يقع على عاتق فروعها في مناطق المملكة، وساهمت المناظر الخلابة والأجواء العليلة التي تشهدها المناطق الجبلية في استقطاب أعداد كبيرة من السياح، ناهيك عن جزر فرسان التي يقصدها السياح حتى من خارج المملكة ودول الخليج، وأصبحت مقصدا مهما للسياح بعد أن توفرت الكثير من وسائل المواصلات التي كانت تقف عقبة في طريق الأهالي، ومع ذلك لا زالت تبحث عن مزيد من الاهتمام. تقع جبال فيفا جنوب غربي المملكة، على ارتفاع يتجاوز 8000 قدم عن سطح البحر، وتتصل مع بعضها البعض بسلسلة جبلية تغطيها الخضرة، ما جعلها بمدرجاتها الخضراء مقصدا للسياح. وتنتظر فيفا من هيئة السياحة والجهات ذات الاختصاص توفير كافة الخدمات، لاسيما الطرق التي يعاني منها السكان، وينتظرون تحقيقها منذ سنوات طويلة، ناهيك عن الخدمات الأخرى مثل المياه والصرف الصحي، وافتتاح كلية في الداير لتسهل على الطالبات السفر إلى جازان. السياحة الشتوية ولم تقتصر السياحة في منطقة جازان في وقت محدد، بل أصبحت طوال العام، ولكن السياحة الشتوية والمهرجانات تسير في جازان وفق خطها البياني تصاعدياً ، محققة أرباحاً عالية على مستوى قطاعات الإيواء والفنادق والمطاعم والمنتجعات والمدن الترفيهية ومراكز التسوّق، وتعززت ثقافة النشاط السياحي الشتوي لدى الجميع، بالاستفادة من هذا المشروع الوطني الذي يدور رأس المال بين القطاعات كافة. ووفقاً لتقرير أعده مركز سمارت ليرن للدراسات الاقتصادية والسياحية، توقع ارتفاع النمو في القطاع السياحي الشتوي في منطقة جازان مائة في المائة في الأشهر القادمة، مع انطلاق المهرجانات التي تشهدها منطقة جازان في موسم الشتاء، إضافة إلى نمو السياحة البحرية فيها إلى درجة عالية، في ظل اكتمال بنيتها التحتية، وتنوع بيئاتها الطبيعية، واعتدال مناخها. كما تستقبل محافظات ومراكز جازان زوارها في السفوح والأودية الخضراء وشواطئ البحر الأحمر والجزر ، وتنشط أسواقها الشعبية الغنية بأنواع متعددة من التراث والنباتات العطرية والعسل والمصنوعات المحلية الخشبية منها والحديدية والفخارية، إلى جانب المحاصيل الزراعية، والثروة الحيوانية. مؤشر السياحة وأوضح التقرير أن السياحة في جازان في نموٍ متسارعٍ، ومن المتوقع تعادل المؤشر مع المناطق الصيفية في ليالي المبيت ، نظراً لما ستعانيه مناطق السياحة الصيفية منذ العام القادم من قصر الإجازة الصيفية لدخول شهر رمضان، حيث تغلق المنشآت السياحية في تلك المناطق أبوابها لأكثر من ثمانية أشهر، في الوقت الذي تستقبل جازان زوارها في أجواء معتدلة جاذبة من بداية إجازة الحج والى نهاية إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، حيث تتمتع جازان بشتاءٍ وربيع معتدلٍ ودافئ لستة أشهر، إلى جانب نمو النشاط السياحي نهاية الأسبوع خلال يومي الخميس والجمعة. وبحسب التقرير، تشهد المنطقة استيعاب المشروعات الاستثمارية السياحية والمشروعات الترفيهية، وينتظر المنطقة مشروع استثماري ضخم للاستفادة من العيون الحارة التي تنتشر في المنطقة بشكلٍ كبير، ويتردّد عليها طالبو الاستشفاء ،حيث المياه المعدنية الكبريتية الحارة والدافئة في القطاع الجبلي أو علي رمالها الذهبية. عقبات سياحية يظل السائح في جميع مناطق المملكة يبحث عن المكان المناسب والأسعار المعقولة التي تجعله يقضي أكثر الأوقات في تلك المناطق. ورغم توفر المناطق السياحية في جازان واستقطاب آلاف السياح ، إلا أن عدم وجود برنامج سياحي مناسب يعوق تحركاتهم، فضلا عن عدم وجود شركات متخصصة،حيث يقتصر خط الرحلات على مواقع متكررة والبعض يكتفي بالخروج بمفرده، وتتمثل ثاني العقبات في عدم توفر السكن بأسعار مناسبة حيث يؤدي رفع الأسعار في الوحدات السكنية والفنادق إلى حرمان البعض من البقاء طويلا، وقد يكون تخصيص عمائر للاستثمار من قبل هيئة السياحة وتأجيرها بأسعار مناسبة دافعا لتطوير السياحة. وإلى ذلك، أوضح مدير المركز خالد آل دغيم، أن المسؤولين في المنطقة وبالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، خططوا وفق دراسات متقدمة لجعلها رائدة السياحة الشتوية، وحرصوا على تنوع المهرجانات وتدويرها على المحافظات كافة ، وإبراز كل عوامل الجذب السياحي فيها، مع إشراك المجتمع المحلي في مشروع العمل السياحي الوطني. سفراء العالم في جازان ومن جانبه، أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس رستم بن مقبول الكبيسي أن منطقة جازان تزخر بالعديد من المواقع السياحية، مشيراً إلى أن المنطقة بدأت تستقبل الكثير من الزوار حول العالم ولعل زيارة السفراء والدبلوماسيين مع عائلاتهم الأسبوع الماضي، كانت دافعا قويا لنقل المواقع السياحية في جازان إلى العالم، وتعريفهم بالطبيعة السياحية للمنطقة، لافتا إلى أن الوفود التي تزور المنطقة تستمتع بزيارة جزر فرسان والوقوف على طبيعتها، فيما يشتمل برنامج الزيارة على جولات بحرية وزيارة قرية القصار والشواطئ الرملية الساحرة. وأكد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم السفير علاء الدين العسكري، أن السفراء استمتعوا بزيارتهم منطقة جازان، وخصوصاً جزيرة فرسان، كاشفاً أنه سيكون لهذه الزيارة المردود الإيجابي على السياحة الداخلية في المملكة. مشاريع مستقبلية وعلمت «عكاظ» أن هناك عددا من المشاريع السياحية والاستثمارات في مجال السياحة في منطقة جازان لكبرى الشركات في المملكة، وذلك بعد أن اتفق الكثير منهم على إقامة مشاريع سياحية على الكورنيش الشمالي والجنوبي لمدينة جازان، وهناك مطالبات بإقامة مشاريع أخرى في محافظة فرسان، معتبرا إعادة النظر في ترميم بعض القرى والمواقع الأثرية، بداية لتوجه كبير نحو السياحة.