التنظيمات القائمة لمدارس البنات ألا تكون ملاصقة لمدرسة بنين، أو أن يكون مدخل المدرستين باتجاه واحد إذا كانت المدرستان في حي واحد وسط البلد، فكيف إذا كانتا في منطقة نائية بعيدة عن الأنظار والرقابة. كما تنص التعليمات ألا يكون المبنى المستأجر لمدرسة بنات مشتملا على طرف مستأجر لجزء من المبنى كمحال بيع المواد الغذائية والمقاهي، ولكن أقصى شرق عنيزة في منطقة القصيم شهد تحولا غريبا في هذا السياق، فهناك منطقة تشاليح قد تتوسع في يوم من الأيام لتكون منطقة صناعية يسكنها الكثير من العمالة الوافدة، وأمامها إسكان جامعي وعدد من الكليات الجامعية ويضم أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم وعضوات التدريس وعائلاتهن، وإلى جانب التشاليح مبان ملاصقة لقوة الطوارئ لتكون هذه التشاليح عبئا على هذا (الخليط الغريب)، فضلا عن المعهد التقني للبنات التابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الذي أوشك على الانتهاء في نفس الموقع. يرى محمد الشعوان من سكان المنطقة، أن هذا الخليط لايخلو من خطورة قائمة، حيث يطالب الجميع بإبعاد العمالة الوافدة عن الأحياء السكنية حتى لاتتسبب في إزعاج السكان، إذ كيف يتسنى أن يعيش العمال في ملاصقة مبان حيوية، وكيف يجتمع هذا الخليط في منطقة نائية يصعب محاصرة مخاطرها؟. وأشار الشعوان في غضون ذلك إلى الإسكان الجامعي الذي ستسكنه عوائل وأسر أعضاء وعضوات هيئة التدريس وعدد من الكليات ومعهد البنات التقني، ويرى أنه إذا كان بينهما طريق أسفلتي، فهذا لن يعيق وقوع المحذور. فيما يقترح المواطن حاتم الحمود وضع خطة لنقل هذه التشاليح إلى موقع آخر غربي عنيزة مثلا أو إعادتها إلى المنطقة الصناعية لتكون قريبة من المستفيدين من الصناعية والورش، معربا عن دهشته لإبعاد هذه التشاليح عن المنطقة الصناعية وهما صنوان لايفترقان، كما أن نقل هذه التشاليح أسهل بكثير من إبعاد منشآت الجامعة أو قوة الطوارئ أو معهد البنات التقني، علما بأن هذه المنشآت كلفت الدولة ملايين الريالات ويصعب تغييرها. ويرى المواطن فهد النازل، أن بقاء الوضع على هذا النحو دون تدخل عاجل من المحافظة أو البلدية عند بدء العمل هو بمثابة ترك الحبل على الغارب. ويضيف النازل، أنه لو حدث حريق في هذه التشاليح فسوف يطال بلا شك قوة الطورئ الملاصقة لها وقد تحاول العمالة في هذه التشاليح السرقة من هذه المنشآت أو العبث بمحتوياتها. إلى ذلك أوضح مصدر مختص في البلدية أن وضع التشاليح والمنطقة بكاملها تحت الدراسة، وبانتظار التوجيهات لمعالجة الوضع، معربا عن أمله في التوصل لحل يرضي الجميع، مؤكدا حرص البلدية على تحقيق مبدأ العدالة بين الجميع دون أن يتضرر أحد. وأضاف أن العمل جار على أن تكون المحافظة جديرة بلقب المدينة الصحية، ذلك أن إبعاد التشاليح جزء من منظومة مقومات المدينة الصحية حتى تخلو المحافظة من التلوث الذي يصاحب التشاليح.