• عشنا في الأيام الماضية فرحة ما بعدها فرحة ليس لأننا هزمنا اليابان فقد فعلنا ذلك من قبل وليس لأننا سحبنا البساط من تحت أقدام كوريا وإيران لأن ذلك لم يعد بجديد حتى التأهل لكأس العالم لم يعد بنفس الطعم لكثرة ما حققنا. • وإنما لأن الفرحة العارمة التى أغضبت نصف الرياضيين جاءت لتكسر الحاجز النفسي الذي صنعناه بأنفسنا وأذبنا به هيبة الكرة السعودية. • نعم الفوز يستحق أن نفرح لأجله حتى ولو تحقق في بطولة «للبرجون» فمن حقنا أن نفرح ونحتفل فالمعاناة التي عاشها الجمهور ولمسها مع المنتخبات والأندية تجعلنا ننظر إلى هذا الفوز بأنه تاريخي. • فالتدهور الذي واكب حضورنا وانعدام الثقة هو من صور لنا تايلاند بأنها أصعب من البرازيل وعمان أقوى من الأرجنتين. لكن لماذا نحن وصلنا إلى هذا المستوى في عشية وضحاها بعدما كان الحضور السعودي له هيبته ومكانته القارية والعربية والخليجية؟ • هذا السؤال المهم الذي يحتاج أن نصارح به أنفسنا؟ بدلا من الغمز واللمز هنا وهناك على انتصار نحن كنا بحاجة ماسة له من أجل ترتيب أوراقنا المبعثرة. • أين (النافخون صدورهم) من مناقشة الأسباب التي جعلت أنديتنا بلا طموح وإعلامنا بلا حيادية ولاعبينا بلا روح فلم يعد هناك إنجاز يصنع ولا بطولة تذكر. • فالهلال لم يعد الهلال الذي كان يأخذ الأندية الآسيوية رايح جاي وبطولاته القارية بالكوم والآن بعدما بات حبيس الدور الأول وغدت الآسيوية مثل الخيال يحلم بها كل موسم ويفوق منها على تنهيدات جماهيره لحظة مغادرته من الباب الخلفي. • الاتحاد هو الآخر أخذ منحنى الهلال فثلاث إدارات متعاقبة حضرت ولم يحس بحضورها أحد فكل إدارة تأتي تشتكي من التي قبلها، أما البطولات فهي موكلة أمرها لله ثم للاجتهادات اللاعبين. • أما الأهلي والنصر فلم يكونا أحسن حالا من سابقيهما حيث انحصرت طموحاتهما في التأهل للمشاركة الآسيوية وتقام لأجلها الأفراح والليالي الملاح وكلها ثلاث مباريات ومركز أخير وإن شدا حيلهما قبل الأخير وانتهت كل السالفة وبقية الأندية تأتي تبعا. • أما لجان اتحاد الكرة وما أدراك بلجان اتحاد الكرة؟ فأعتقد بأن الضرب في الميت حرام، وبالمناسبة لجان اتحاد الكرة ماذا حدث لهم بعد نكسة الدوحة 2011 .. لا تغيير. لأن الأسماء هي هي فمن الطبيعي أن تكون النتائج هي هي. • وبعد ذلك كله يأتي من يستكثر علينا الفرحة. • حتى تلفزيوننا العزيز طار في العجة وانجرف في التيار فلم نعد نشاهد برامج حوارية مفيدة يستفيد منها المسؤول والمشاهد والرياضي وإنما انحصرت برامجنا في أحاديث أشبه بأحاديث مجلس أبو حمدان «الله يذكر ه بالخير» الذي كان على أقل تقدير فيه نوع من خفة الدم عكس ما نشاهده اليوم من تشنج مزر كما هو حال مساء الرياضية. • العجيب الغريب كثرة قنواتنا الرياضية وقلة برامجها المفيدة والأدهى والأصعب أن حتى نقل المباريات صاحبها نوع من العشوائية فلا إخراج يمتع ولا تعليق يسمع ولا الاستديو التحليلي يقنع فالعودة إلى الوضع القديم أرحم بكثير فقد كنا نشاهد مباراة واحدة لكن نستمتع بها.