سطر واحد كتبته في ختام مقالي الأسبق قلت فيه هل ستكون بطولة آسيا هي النهاية لبيسيرو وفريقه المعاون؟ وتركت الإجابة مفتوحة، ثم كتبت في آخر المقال «أتمنى أن يعود المنتخب السعودي» وبكل أسف كانت النهاية لبيسيرو الذي رحل غير مأسوف عليه من كل الأوساط السعودية والعربية. على رغم أنني كنت ومازلت دائماً من المعارضين للقرارات الانفعالية ومنها أن تتم إقالة مدرب في وسط أية بطولة حتى ولو كانت ودية، ومع شديد احترامي للقرار إلا أنني كنت أتمنى أن يكون مبكراً عن ذلك بكثير. مثلاً عقب كأس الخليج، ومع احترامي أيضاً لدوافع القرار والاجتهادات التي خرجت لتؤكد أن ناصر الجوهر تولى المسؤولية في ظروف مشابهة في إحدى بطولات آسيا السابقة وقاد الفريق إلى المباراة النهائية وكاد أن ينجح في الفوز باللقب، إلا أنني أؤكد أن الظروف تغيّرت وتبدلت، فلم يعد اللاعبون هم أنفسهم الذين صنعوا الأمجاد السابقة، ولم يعد المنافسون بضعف البطولة السالف ذكرها نفسه. فما حدث في آسيا في الأعوام الأخيرة من ارتفاع مذهل في مستوى كرة القدم فيها يؤكد أن هناك خطأ ما لا بد من تداركه والعمل بسرعة على إصلاحه، فلا مشكلة على الإطلاق لأي فريق من خسارة بطولة أو أكثر فهذا وارد في عالم كرة القدم، ولكن الخوف الأكبر من أن تستمر الخسارة وتصبح إعادة البناء صعبة بل مستحيلة، وظني أن الكرة السعودية لم تصل إلى هذه المرحلة، ولكنها قد تصل إليها لو استمر العمل بالنظام نفسه والطريقة نفسها، فالآمال المعقودة على الأخضر كبيرة والمنافسة أصبحت عنيفة. من هنا أرجو أن تكون هناك وقفة واضحة وصريحة للحساب والثواب والعقاب حتى ولو استدعى الأمر تغيير نظام البطولات المحلية والضرب بيد من حديد على المشاغبين وإعادة الالتزام والانضباط لجميع الملاعب. هذا إن أردنا الإصلاح والعودة إلى البطولات من جديد، فالأخضر غاب عن كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1994 وغاب عن منصات التتويج، وفي البطولات القارية للأندية خرجت الأندية تباعاً من البطولات الآسيوية وها هو يخسر كأس الخليج ومهدد بعدم الوصول حتى للأدوار النهائية في كأس آسيا. إذاً بالتأكيد هناك أزمة ومشكلة لا بد من علاجها أو بترها لكي يبدأ العلاج الصحيح، وكما قلت ليس مهماً خسارة بطولة أو أكثر، ولكن الأهم هو وضع أسس البناء في المرحلة المقبلة. وبالمناسبة لا يفوتني أن أبدي انزعاجي من الضجة المثارة حول حكم مباراة الصين والكويت وتحويل التنافس الرياضي إلى معركة شخصية بين اثنين من أهم العلامات الرياضية في العالم العربي وهما الشيخ أحمد الفهد ومحمد بن همام، فكلاهما له وزن وقيمة واحترام، وليس من المعقول أن يحوّل خطأ حكم إلى معركة حول الانتخابات، ومن نجح ومن سقط، لأننا سنسقط جميعاً من جديد في دوامة من الخلافات لا أجد لها أي داعٍ أبداً، وبدلاً من أن نفرح بأن العرب أصبح لهم كيان ومكان داخل الاتحاد الدولي نتفرغ للمشكلات والأزمات، ويبدو أننا سنكون كمن يصعد بصعوبة بالغة ولكن إلى الهاوية. [email protected]