يروي لنا الحاج بلة رئيس لشركة سياحية سودانية متخصصة في الحج والعمرة قصة غريبة حدثت في العام الماضي بين المجموعة التي كانت تحج برفقته يقول «كان هناك شاب سوادني فقير الحال يحاول أن يحقق لوالدته حلم الحج عمل في مهن شتى وادخر سنين طويلة على حساب نفسه من أجل أن يحقق لوالدته حلم الحج وعندما اكتمل نصاب المبلغ المطلوب أراد أن يرافق والدته لكن المبلغ لم يسعفه ليحج مع والدته حاول مرارا وتكرارا لكن دون فائدة ليضطر مرغما ليكون مجرد مرافق لوالدته للمطار بينما ستكمل هي لوحدها رحلة الحج، أوصلها لباب المغادرة وعيناه تدمعان حزنا وأسى بينما كانت والدته تعيش شعورين مختلفين شعور الفرحة بتحقيق الحلم بأداء الحج وشعور الحزن كونها ستحج دون ابنها.. افترقا، وجلس الشاب حزينا على أحد كراسي صالة الانتظار وفجأة أعلن المذيع الداخلي عن اسم أحد المسافرين الذي تخلف عن الرحلة كرر نداءه مرة وأخرى عندها قرر أن ينتحل صفة الشخص المنادى ذهب لممر الطائرة وعرض جوازه عليهم فكان الرد المتوقع أين تأشيرة الحج؟ فحكى لهم قصته متوسلا أن يلحقوه بالرحلة على مسؤوليته الشخصية فإما أن يقبلوه هناك ويتحقق الحلم أو يعيدوه مرة أخرى للسودان رضخوا لمطالبه أمام إلحاحه الشديد وتوسلاته المتكررة وذهب في طائرة الحجيج وقلبه بين الخوف والأمل وعندما وصل لمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أخبرهم بقصته منعوه وقالوا له أنت لا تحمل تأشيرة حج لكنه توسل إليهم وتدخل رئيس البعثة وأجريت عدد من الاتصالات مع القيادات الأمنية مكث في المطار ساعات وساعات بعدها كانت المفاجأة السارة له بأن يمنح التأشيرة استثنائيا كونه المرافق لوالدته الطاعنة في السن فذهب إلى مكةالمكرمة وهو غير مصدق لما حدث فوصل للحرم وأثناء طوافه وقعت عيناه على والدته فذهب إليها مسرعا لكنها لم تصدق في أول الأمر فأصيبت بإغماءة بسيطة ولما أفاقت من إغماءتها لتجد الحلم حقيقة، حكى لها ابنها ماحدث فابتسمت وفرحت فرحا كبيرا وشكرت الله ودعت للحكومة السعودية أن يجزيها خير الجزاء على تحقيقها لحلمها وحلم ابنها».