فيما أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن توقعات بهطول أمطار على جدة الإثنين المقبل، دقت الأجهزة المختصة ساعة الاستعداد لمواجهة أي خطر محتمل، رغم أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الأمطار ستكون بكميات قليلة في الأيام المقبلة. وأعلن مسؤولون في أمانة جدة والدفاع المدني والمرور والشؤون الصحية والشرطة استعدادهم في ظل توجيهات مبكرة وواضحة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل تدعو للحفاظ على سلامة الأروح، وبمتابعة وإشراف مستمر من محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد. أعلنت أمانة جدة حالة الاستنفار لمواجهة الأمطار التي توقعتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مؤكدة استعدادها الكامل لمواجهة الأمطار حال هطولها. وحددت أمانة محافظة جدة المواقع الحرجة لتجمعات المياه، التي تحتاج إلى توفير وتأمين العمالة والمعدات قبل هطول الأمطار، وذلك في إطار خطتها لموسم الأمطار. وأكملت الاستعدادات في المتابعة الدورية لصيانة المضخات، ورفع كفاءتها لمواجهة هطول أي أمطار، وتتوزع محطات الضخ على مناطق عدة في جدة منها أربع مضخات في محطة البلد، مضختان في محطة نفق الكورنيش، مضختان في نفق محطة البيعة، مضخة واحدة في نفق محطة العلوي، مضختان في محطة نفق تقاطع الملك فهد مع طريق المدينة، مضختان في محطة نفق الملك عبدالله مع تقاطع طريق المدينة، مضخة في محطة الواحة، 38 مضخة في محطة الإسكان، 12 مضخة في محطة الزهراء، ثلاث مضخات في محطة الخالدية، ثلاث مضخات في محطة نفق السلام، ومضختان في نفق الزهور. وبينت الأمانة أنها تجري صيانة دورية كل شهرين للشبكات ومجاري السيول، وصيانة دورية كل شهر للمضخات، وأثناء موسم الأمطار تتم الصيانة كل أسبوعين، وتم التأكد من جاهزية الشبكات ومجاري السيول. وتتأهب البلديات الفرعية لتحديد المواقع التي تتجمع فيها المياه، وتعيق حركة السير حال هطول الأمطار بغزارة، ويتم اتخاذ عدد من الإجراءات أهمها إبلاغ الإدارات المشاركة في خطة طوارئ الأمطار والسيول والتنسيق مع الدفاع المدني والدوريات الأمنية والمرور، ومن ثم تمرير بلاغ طبي للشؤون الصحية تحسبا لمواجهة الموقف، وتحديد مواقع تجمع الأمطار حسب تقرير البلديات الفرعية المرسل لغرفة العمليات، بالإضافة إلى إدارة تصريف مياه الأمطار والسيول. وبين مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي اكتمال تجهيز مواقع الإسناد ال16 المخصصة للإسناد والطوارئ في جدة، موضحا أن المراكز مزودة بمعدات وتجهيزات مادية وبشرية كافية لمواجهة أية أزمة، تشمل مركبات برمائية حديثة وصفارات إنذار متنقلة وقوارب مطاطية، إضافة إلى الإمكانات المادية المتوافرة من مركبات سلالم وإنقاذ وإخلاء. وأكد اللواء عادل بن يوسف زمزمي أنه تم وضع خطة تتضمن أبرز المخاطر الناجمة عن هطول أمطار في جدة في الفترة المقبلة، موضحا أنه تم التنسيق في وضع الخطة مع اختصاصيين من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، هيئة المساحة الجيولوجية، بيوت الخبرة في المنطقة، جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة أم القرى. وذكرى اللواء عادل زمزمي أن الخطة تتضمن تحديد الأدوار والمهمات المطلوب أداؤها من كل جهة من الجهات ذات العلاقة بتنفيذ تدابير الدفاع المدني أثناء الحدث، مضيفا «وبالتالي فإنه يتم إجراء تجارب وتمارين فرضية كل عام لمعرفة السلبيات والإيجابيات التي يتم رصدها أثناء تنفيذ تلك التجارب في ما يتعلق بأداء القطاع والجهات الأخرى». وأوضح مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة أن المديرية نسقت مع الجهات المعنية لمتابعة ما يتم من مشاريع لدرء مخاطر الأمطار والسيول في المنطقة بشكل عام، وبالأخص محافظة جدة. وأضاف «تم إنشاء خمسة سدود موزعة على وادي قوس ووادي مثوب، وإنشاء قنوات تصريف خلفها، ومعالجة التصريف في 14 نقطة حرجة تشمل الأنفاق، المواقع المهمة، وتركيب 45 صفارة إنذار في كل من وادي مريخ ووادي قوس ووادي مثوب ووادي غليل، بخلاف صفارات الإنذار المتنقلة داخل المحافظة التي يصل عددها إلى 50 صفارة متحركة». وأفاد مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة أنه ستتم متابعة قنوات التصريف القائمة، والبالغة ثلاث قنوات، ومتابعة ما يتم إنشاؤه من قنوات مساندة لها. وقال اللواء عادل زمزمي إن الدفاع المدني هو الجهة المعنية بإدارة الأزمة من خلال غرف عمليات الدفاع المدني في المحافظات، مضيفا «تعقد لجنة الدفاع المدني الرئيسية في منطقة مكةالمكرمة اجتماعا برئاسة أمير المنطقة، وعضوية كافة الجهات الحكومية والجهات الأهلية ذات العلاقة لمواجهة الأزمات والطوارئ، وذلك ما حدث خلال الأزمات التي مرت بمحافظة جدة». وأفاد مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة أن الإدارة ستستغل في استعداداتها وسائل الإعلام المختلفة لتوعية سكان المدينة في حالات الطوارئ، إذ ستستعين بالإذاعات المحلية والتلفزيون ومكبرات الصوت المجهزة لهذا الغرض، وسيجري من خلالها توجيه المواطنين والمقيمين إلى المناطق الآمنة وتحذيرهم من المناطق الخطرة، ووسائل السلامة التي يجب اتباعها. من جهته، أوضح ل«عكاظ» مدير مرور جدة العميد محمد بن حسن القحطاني أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وجه المسؤولين بالحرص أولا على سلامة أرواح المواطنين والمقيمين حال هطول الأمطار، وتنفيذ الخطط المعتمدة والتأكيد على سلامة المواطنين والمقيمين. وقال العميد محمد بن حسن القحطاني إن لدى الأجهزة الحكومية خطة معتمدة حال تعرض محافظة جدة إلى أمطار غزيرة، مضيفا «تواصلت مع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة أمس الأول، في شأن هطول الأمطار الذي يتابع المستجدات حوله أولا بأول». وبين مدير مرور جدة أن الخطة المرورية تمثلت في تجهيز 16 موقعا استراتيجيا في جدة في المناطق المتوقع أن تعاني من الأمطار الغزيرة بناء على التجارب السابقة، وبناء على الخرائط التي لديهم، وينطلق من تلك المواقع المختصون ويتم نقل المعدات لضمان سهولة التواصل الميداني في جميع أنحاء المحافظة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. وأكد العميد محمد القحطاني جاهزيتهم عند هطول الأمطار عبر خطة وزعت فرق المرور في أنحاء متفرقة، ونشر 36 مولدا كهربائيا لتغذية الإشارات المرورية المهمة في التقاطعات الكبرى حال انقطاع الكهرباء، إضافة إلى خطة فورية للتمركز في طريق المدينة وخط الحرمين وشارع فلسطين وطريق مكة والمحاور الرئيسة، مع الاستعانة الفورية بالمعدات الموجودة في المواقع المجهزة لها. ودعا مدير مرور جدة عموم المواطنين والمقيمين إلى تجنب الخروج في الأجواء الممطرة إلا في الحالات المهمة تجنبا لأي مخاطر. بدورها، أعلنت اللجنة التنفيذية لأعمال الأمطار اعتماد خطة تصريف ورفع مياه الأمطار في المحافظة استعدادا لهطول الأمطار، بالاستعانة في الخطط بالتجارب السابقة والإمكانات المتوافرة لدى الأمانة ومقاوليها. وأوضحت اللجنة أنها استندت في خطتها على المعلومات الإيجابية والسلبية التي ظهرت في السنوات الماضية، مع وضع الحلول اللازمة لمعالجة السلبيات وزيادة كفاءة العمل في خطة هذا العام. وأكد مدير مشروع الأمطار وتصريف السيول في جدة المهندس أحمد السليم تواصل العمل على المشاريع العاجلة لدرء الأخطار والسيول عن مدينة جدة، مشيرا إلى التنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية والجمارك والمطار وميناء الملك عبد العزيز الإسلامي، وشحن المعدات والآليات عن طريق البحر والجو بثلاث طائرات إحداها أكبر طائرة في العالم. وتتضمن الخطة تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة في الأمانة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية، وتوضح الخطة برنامج العمل خلال فترة التنفيذ، إضافة إلى تحديد أسماء المسؤولين في كل الإدارات على مدار اليوم وحسب نظام الورديات، ويعمل على تنفيذها مديرو عموم الإدارات المعنية ورؤساء البلديات الفرعية وموظفوها وعمالها، إضافة إلى المسؤولين والعاملين في الشركات العاملة مع الأمانة ومندوبي الإدارات الأخرى المشاركة.