رغم ما طرأ على الحياة الاجتماعية في الأحساء من متغيرات، إلا أن مجالس الأسر فيها لا تزال تستقبل المهنئين بالعيد من الأقارب، الجيران، المعارف، الأصدقاء، الأعيان والوجهاء من جميع أرجاء المنطقة الشرقية منذ صباح اليوم الأول للعيد حتى الثالث منه طوال أيام العيد. وقال مشعل بن محمد النعيم «إن مجالس الأحساء قديمة أملتها حميمية العلاقات الاجتماعية، ومن أبرزها مجالس الموسى، البراك، الصويغ، العفالق، المبارك، النعيم، الملحم وغير ذلك من المجالس»، مضيفاً أن أهالي المبرز يزورون صباح ثالث أيام العيد مجالس مدينة الهفوف ويرد أهالي الهفوف هذه الزيارة عليهم عصر ذلك اليوم، مشيراً إلى أن حي الكوت العريق في مدينة الهفوف كان قديماً أول من يستقبل المهنئين بالعيد وذلك بعد أن يزور أهل الحي بعضهم البعض، ثم يهيئون مجالسهم لاستقبال الوفود المهنئة ثاني أيام العيد من مختلف أحياء المدينة. وتحتفل بلدة المراح بالعيد سنوياً وذلك في مخيم كبير تقيمه عائلة آل فضلي بحضور الأهالي وكبار الشخصيات وعدد من الشعراء والأدباء والمثقفين، ويتضمن الحفل قصائد شعرية في شتى الأغراض واستعراض العادات والتقاليد القديمة التي تشتهر بها مدن وقرى الأحساء في الأعياد والزواج وغيرها من المناسبات الاجتماعية، إضافة إلى فقرات التسلية والفكاهة والتوجيه والإرشاد البناء، وفي ختام الحفل تقدم وجبة العشاء يتكفل بها وجهاء أسرة آل علي الفضلي ينفض بعدها السامر عند منتصف الليل، ومثله تفعل عائلة العقيل في مدينة الجفر بإقامة حفلٍ في أول أيام العيد يشرف سنوياً بحضور صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد آل جلوي وعدد من الوجهاء، ويساهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الموسى مساهمة فاعلة في الترفيه عن أهالي الأحساء بمناسبة العيد وذلك بإقامة حفلٍ كبيرٍ في مزرعته بحضور حشد من الوجهاء ورجال الأعمال والمسؤولين في الجهات الحكومية والمواطنين وأبنائهم وتتخلله مأدبة عشاء.