حين تقرأ قصة الخادمة الإندونيسية «سومياتي» المعنفة / المعذبة من قبل كفيلتها، التي انتهت في المحكمة العامة في المدينةالمنورة بالحكم على الكفيلة بالسجن أربعة أشهر وإلزامها بدفع الرواتب المتأخرة للخادمة وقدرها 4200 ريال. قراءة تتدخل عاطفتك فيها، فأنت إن كان يربطك قرابة بالكفيلة ستجد أن الحكم قاس، بغض النظر عما قدم من قرائن وأدلة توضح ما حدث ل «سومياتي». فيما لو كنت أقرب للخادمة وشاهدت صورتها لحظة وصولها وتردي حالتها الصحية والتقرير الطبي لمستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة الذي أكد حدوث كدمات وإصابات متفرقة في جسدها، ستستثير هذه القرابة والصور وحالة الخادمة مشاعرك وستستحضر حالة مشابهة لهذه القصة التي حدثت في أمريكا، الذي حكم على الكفيل ب 28 عاما رغم أنه لم يعذب خادمته، وهذا الاستحضار لقصة مشابهة، لن يجعلك ترى الحكم بالطريقة التي رآها المرتبط عاطفيا بالكفيلة. بين رؤية قريب الكفيلة المنطلق من عاطفته لهذه القضية، وبين رؤية قريب الخادمة المستثار والغاضب شاسع كبير، فقد يرى الأول أنه يكفي أن تعتذر الكفيلة للخادمة وأن تعطيها حقوقها ليتحقق العدل، فيما الآخر سيرى أن السجن مدى الحياة للكفيلة هو من سيحقق العدل إن لم يطالب بالقصاص «لتصبح عبرة لمن لا يعتبر»، كما يردد البعض حين تستثار مشاعر الغضب فيهتم بالانتقام. وفكرة الانتقام عادة لا دخل لها بالعدل بقدر ما هي أشبه بمخدر يهدئ حالة الغضب الذي أحدثه المشهد أو حالة المشاعر تجاه شخص ما. من هذه الزاوية يمكن لنا الوصول إلى فكرة أن المشاعر العاطفية الإيجابية أو السلبية تجاه شخص ما، لن تحقق العدل ولا هي ستساعدنا على رؤيته، أو تحديده أو تقيم الحكم الصادر بهذه القضية، وأن هذا الأمر مرتبط برؤية عقلانية خالصة. وليحدث هذا لا بد من تحييد المشاعر، وبهذه الطريقة يمكن قراءة قصة الخادمة الإندونيسية «سومياتي» التي جاءت وهي تحمل جسدا يختلف كثيرا عما ستذهب به. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة