بات نفق خميس مشيط معلما من معالم المشاريع البلدية على مستوى المملكة، وكان من المتوقع أن يكون مثالا يحتذى به، إلا أنه صار حديث المجالس في تعثر إنجازه. ومن المفارقات أن هذا المشروع قبل فترة وجيزة من انتهاء المهلة للمقاول من قبل أمانة عسير، شاهده السياح والعابرون غارقا في مياه الأمطار، وتبدد حلم السكان وتأصل كخيال لذلك النفق الذي تم العمل فيه منذ أكثر من نصف عقد من الزمن، والذي كان بالنسبة لهم الحل الجذري لفك اختناقات الطريق الحيوية التي تربط أبها بخميس مشيط. ويعتبر نفق خميس مشيط أكبر مشروع متعثر الإنجاز من حيث بداية التنفيذ وقصر المسافة، حيث إن العمل بدأ في عام 2006م، ولا يزال قيد التنفيذ بالرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقتها أمانة عسير بإنجازه قبل نهاية العام الهجري الجاري. لم يكن ضرر تعثر إنجاز النفق الشهير على انسيابية الحركة المرورية فحسب، بل امتد إلى المستثمرين وأصحاب المحال التجارية التي يصل عددها نحو 200 محل تجاري، والسبب هو إغلاق وتعديل مسارات الطرق المؤدية إلى تلك المحال، مما حدا بهم إلى تصعيد شكواهم لجهات عليا لوضع حد لخسائرهم الفادحة التي عصفت بأوضاعهم التجارية. وللأرواح البشرية نصيبها من الضرر، فقد شهد النفق منذ بداية العمل فيه سقوط الكثير من السيارات العابرة والصهاريج داخل النفق بسبب ضعف السياجات الواقية على بعض جوانبه وانعدامها من جوانبه الأخرى. أسباب التأخير مصادر مطلعة نوعت أسباب تعثر إنجاز المشروع ما بين عدم التزام المقاول ببنود العقد ووجود بعض الكيابل داخل النفق، مما حدا بأمانة عسير إلى تغيير التصاميم بين الوقت والآخر، وهي الأسباب التي ذكرها أحد المسؤولين في بلدية خميس مشيط حينما وقف المسؤولون عن فرع حقوق الإنسان في شهر مارس الماضي ميدانيا على المشروع. الأمل في فيصل عسير محمد شرهان وسلطان الشهراني وخالد مهيوب وسامي الوادعي، عقدوا الأمل الكبير في حنكة وحكمة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، حيث أفادوا بأنه حريص على إنهاء معاناتهم ومعاناة الزائر والسائح والعابر، من خلال توجيهاته لأمانة عسير بسرعة العمل على إنجاز هذا المشروع الذي صار حديث الناس والمنتديات والمواقع. ومن جهتها، ترى أمانة عسير أن أمطار رمضان الماضي تسببت في التأخير، وأن العمل على قدم وساق، إذ أوضح المهندس أحمد ناصر وهو المهندس المشرف والمسؤول عن تنفيذ النفق من قبل الأمانة بأن المشروع يبلغ طوله حوالى 750 مترا ولكن ضخامته من ما يضمه من عبارات وجسور عملاقة. وعن انتهاء المهلة المحددة والتي كانت مقدرة بأربعة أشهر وانتهت، أفاد المهندس أحمد بأن المقاول يؤدي عمله على الوجه الأكمل، وأن صعوبة التنفيذ تكمن في وقوع المشروع في مجرى واد. ولم يحدد المشرف على سير المشروع موعدا محددا للانتهاء، مكتفيا بقوله بأن تسليمه سيكون في القريب العاجل.