أبها مدينة السحر والجمال، يختلط بها رذاذ الماء ورائحة الورد، وهي مدينة تصل الماضي بالحاضر، عسير ليست مدينة تاريخية فحسب، بل هي مدينة عظيمة وفاتنة تنبض بالحيوية. فإلى جانب المشهد الذي لم يتغير لقببها ومآذنها، هناك نشاط مستمر وحركة لا تتوقف للناس فيها، وهناك أصوات السيارات تملأ الطرق القديمة المرصوفة بالحصى، وهناك أيضا أصوات الباعة في الشوارع تختلط بأصوات الرعود وخرير الماء. تتمتع أبها بتنوع غير محدود، ففيها المتاحف، والمساجد القديمة، والقصور التاريخية، والجوامع الكبيرة، والأسواق الحديثة والقديمة. وهي بهذا التنوع تجعل إقامة السائح فيها قصيرة كانت أم طويلة متعة لا تنسى. لقد أصبحت الرحلات إلى عسير متعة، ويندر أن يزور سائح لمدينة الجمال دون أن يدون فى سجله العودة إليها مجددا، فهناك المطاعم والمقاهي التي تتيح للسائح فرصة الاستمتاع بالطعام والعروض في جو مميز وجميل. فيمكن من أعلى متنزه أبو خيال وجيل ذرة الاستمتاع بمشاهدة أبها. وتحت جبل ذرة تقع حديقة الأندلس التي تشتهر بالمسطحات الخضراء وتوفر جميع الإمكانات التي يستفيد منها السائح، كما يقوم هناك من كل عام مهرجان الزهور. في الجهة المقابلة تنتشر الفلل التى تزين أبها بألوانها وتناسقها التي تعطي المنطقة رونقا جميلا. أيضا وبالاتجاه للشرق الغربي من المنطقة توجد متنزهات دلغان والفرعاء والشعف والمسقي والجرة وهى متنزهات أثرية تمتلك عبق الماضي ونمط الحاضر، حيث يمكن الاستمتاع بالمناظر الجميلة وتنشق الهواء العليل. يأتي بعد ذلك على الطرف المساند لتهامة وجبالها، إذ يوجد أكبر الأسواق الأثرية فى المنطقة على جنبات الطرق الرئيسة، ويوجد أشهر أنواع الحلوى العسيرية والخبز البلدي والحنيذ التهامي. السودة تشتهر هذة المنطقة بعلوها الشاهق فى جبال السراة وتتميز ببرودة جوها وأشجار العرعر. فيها أكبر المسطحات الخضراء وهي أكثر المناطق متعة، حيث يمكن الاستمتاع بركوب العربات المعلقة والعربات التي تجرها الخيول بين أشجار العرعر بعد الاستلقاء على أشعة الشمس الدافئة. يمكن الانتقال بين هذه الأجواء الخلابة إلى المناطق الأكثر حرارة بأقل من عشر دقائق فى تهامة عسير برحلات منتظمة عن طريق العربات. ويقع جبل السحاب على بعد كيلو عن متنزة السودة وهو أعلى مستوى عن سطح البحر ليصل ل45 قدما. الحبلة تبعد هذه المنطقة 35 كم عن أبها، وهي منطقة مشهورة لقضاء العطلات، ففيها مجمع كبير يتوفر فيه كل ما هو ضروري كالشليهات والأماكن السياحية التي تقدم العروض الممتعة، والمراكز الصحية، ومراكز اللياقة، هذا إلى جانب خدمات لرجال الاعمال (عطلات العمل) وفيها قاعات للمؤتمرات التي تتوفر فيها كل أسباب الراحة. وهناك خدمات منتظمة للنزول لقاع تهامة التي تتوفر فيها المطاعم والأماكن السياحية. التسوق يعتبر التسوق في أبها إحدى المتع التي تتيحها هذه المدينة الرائعة بأسواقها القديمة ومحالها الحديثة. يعتبر السياح السوق الشعبية (الثلاثاء) المكان المفضل في المدينة القديمة. ففي هذه الشبكة من الممرات والأزقة يوجد أكثر من مائة محل ولكل مهنة من المهن منطقة خاصة بها. فهناك الصاغة، وباعة السجاد.. إلخ. ويتوفر في هذا السوق ما يروق لكل ذوق وما يناسب كل ميزانية. وهناك أنواع عديدة من المجوهرات التقليدية والحديثة، وتعرض محال السجاد قطعا ذات تصاميم جميلة وألوان رائعة. تتوفر في السوق أيضا منتجات المهن والفنون العسيرية كالثوب العسيري المطرز يدويا، والنحاس المطروق، والصواني، وأباريق الماء، والمصنوعات من العقيق، والغليون المصنوع من معدن المرشوم، التي تعتبر كلها تذكارات رائعة وهدايا يحملها السياح معهم إلى بلادهم. بالإضافة إلى ذلك هناك المصنوعات من الجلد والقماش المزابر الذي يباع بأسعار مناسبة. في قلب السوق هناك صالة واسعة مقببة تسمى السوق القديمة، ما زال التسوق فيها على ما كان عليه منذ قرون. خلف مسجد هناك سوق البهارات، حيث يحمل الهواء نكهة القرفة، والكراويا، والزعفران، والنعناع، والزعتر، وكل نوع يمكن تخيله من الأعشاب والبهارات. الأسواق الشعبية ينتشر في أبها العديد من أسواق بيع السلع الرخيصة أو المستعملة التي تضم تنوعا كبيرا من البضائع. وهناك أسواق الأحد والإثنين والخميس وجميعها شعبية منتشرة على حميع المحافظات. أما عن وسائل النقل البري فتعتبر السيارات الخاصة أرخص طرق المواصلات، وتسير الآن سيارات تاكسي عسير على نمط حديث.