لم تعد الحوائط والجدران تستهوي رسامي القرافيتي ومحبي الكتابة على الجدران، بعدما وجهوا رسوماتهم وتعليقاتهم الساخرة إلى اللوحات الإرشادية والإعلانية على الطرقات السريعة، ما أتلف العديد منها ومنع الاستفادة المرجوة منها. وبالرغم من تخصيص مواقع للكتابة على الجدران، إلا أن تعمد إتلاف اللوحات الإرشادية يؤكد حب تشويه الممتلكات العامة لدى البعض. يقول علي السندي «يحاول البعض من خلال الكتابة على اللوحات الإرشادية لفت الأنظار إلى جمال خطوطهم، فيما يتعمد البعض إلى التشويه حبا في ذلك، وكل هذه العوامل تعبر عن فراغ فكري يعيشه ممارسو هواية تخريب وتشويه الممتلكات العامة التي يجب على الجميع المحافظة عليها وعدم العبث بها». ويرى سالم برديسي أن تعمد الكتابة على الجدران له عدة أسباب مختلفة، منها ما يتعلق بالجانب النفسي وأخرى متعلقة بالجوانب التربوية والاجتماعية، ووصف هذه الظاهرة بالممقوتة وتمثل منحدرا سلوكيا سيئا لدى المراهقين. وأضاف أن ما يدفع الشباب والمراهقين إلى الكتابة على اللوحات الإرشادية هو التعبير الغريب وغير اللائق عن النفس وإما للفت الأنظار تحقيقا لشهرة وهمية. وطالب أمانة العاصمة المقدسة بتخصيص مواقع أكثر للشباب المهتمين بالكتابة على الجدران ليمارسوا هواياتهم عليها بدلا من تشويه اللوحات الإرشادية الهامة للمسافرين وعابري الطرقات السريعة. يقول جابر حسام «بعدما خفت ظاهرة الكتابة على الجدران في الآونة الأخيرة فوجئنا بانتشار الكتابة والرسم على اللوحات الإرشادية على الطرقات السريعة بطريقة تؤكد تعمد هؤلاء المراهقين تشويه الممتلكات العامة». وأضاف «انخفاض ظاهرة الكتابة على الجدران يعود إلى عدة عوامل من أبرزها ظهور شبكة الإنترنت وزيادة الوعي لدى فئة المراهقين وإيجادهم لبدائل أخرى تمكنهم من التعبير عن ما يجول في أنفسهم من خلال توفير أماكن مخصصة للكتابة، ولكن بالرغم من ذلك نشاهد التشويه المتعمد للممتلكات العامة في مختلف المواقع». ووصف وصل فارس الكتابة على اللوحات الإرشادية بالظاهرة السلبية التي يجب محاربتها والقضاء عليها من خلال عدة سوائل، أبرزها تنشئة الأطفال بالشكل السليم، وتفعيل التوجيه التربوي في المنزل والمدرسة والمسجد، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على إزالة اللوحات الإرشادية التالفة وتركيب أخرى جديدة بديلا عنها لاعتماد الكثير من المسافرين عليها. وأرجعت الأخصائية الاجتماعية سميرة القرني تعمد بعض المراهقين تشويه الممتلكات العامة إلى عدم التوعية وغياب الإرشاد الصحيح عن الأطفال، وأضافت «يجب على الشباب ممارسة الرسم والكتابة على الجدران في المواقع المخصصة لذلك بدلا من إتلاف وتشويه الممتلكات العامة». من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي في أمانة العاصمة المقدسة سهل حسن، أن الأمانة تراقب المواقع العامة بشكل مستمر لحمايتها من العبث وعدم إلحاق الضرر بها، مشيرا إلى حرص الأمانة على توفير أماكن خاصة للشباب لممارسة هواية الكتابة عليها لتفادي تشويه الممتلكات العامة.