تواصل مسلسل العبث في الحدائق العامة والساحات البلدية، والمتنزهات العامة في أحياء حاضرة الدمام، إذ لا يكاد يخلو جدار واحد من هذه المرافق من الكتابات «المُشبوهة»، فيما تم إتلاف الكثير من مصابيح الإنارة، وإحراق بعض مكونات الحدائق، مثل ملاعب كرة القدم، والسلة، والطائرة، وكراسٍ للجلوس. وأقرّت أمانة المنطقة الشرقية، أن هذا العبث «يرهق» موازنتها. وأعلنت الأمانة منذ سنوات، عن مشروع لإنشاء 40 حديقة سنوياً في مدن حاضرة الدمام، إضافة إلى الساحات البلدية، وكان آخرها ما افتتحه أمينها المهندس ضيف الله العتيبي، قبل نحو شهرين، إذ دشن 13 حديقة وساحة بلدية في الدمام. ووصل عدد الحدائق إلى 363، خلال السنوات الست الماضية، بعد أن كانت مئة حديقة. فيما وصل عدد الساحات البلدية إلى 20، ضمن جهودها لرفع حصة الفرد من المساحات الخضراء إلى 3.7 أمتار مربعة لكل فرد. وعبّر مسؤولون في الأمانة غير مرة، عن انزعاجهم من ظاهرة العبث في هذه الأماكن، التي بدأت في الانتشار خلال الفترة الأخيرة، بسبب كلفة الصيانة «الباهظة»، التي تضاف إلى كلفة إنشائها، ما يعرقل خططها، لإنشاء المزيد من الحدائق والساحات البلدية، التي تعتبر «متنفساً» لكثير من العائلات. وأطلقت الأمانة حملات توعوية، لإيضاح أهمية المرافق العامة، التي أنشأتها «لراحة المواطن والمقيم ورفاهيتهما». ودفع تواصل أعمال العبث في الحدائق ومرافقها، وتشوه منظرها، إلى قيام الأمانة باتخاذ خطوات «فاعلة»، منها وضع حراسات أمنية على هذه المنشآت، إضافة إلى استقبال بلاغات على رقم خاص هو «940». كما قامت بالتنسيق مع جهات معنية، مثل الشرطة، وإدارة التربية والتعليم، وخطباء المساجد، لتنفيذ برامج توعوية، تحث على المحافظة على الممتلكات العامة، التي أُنفقت عليها ملايين الريالات. ويطالب مواطنون، أمانة الشرقية، بوضع «حراسات أمنية على جميع الحدائق والمتنزهات العامة، أو وضع كاميرات المراقبة عليها، بهدف الحد من هذه الظاهرة، التي يكون لها تأثير سلبي على مرتاديها، وعلى المال العام، إضافة إلى أنها توفر فرص عمل حقيقية للشباب، الباحثين عن عمل». ويدعو سالم محمد، الذي يسكن حي الجلوية في الدمام، الأمانة بمتابعة الحدائق وصيانتها باستمرار، وإقامة برامج ومحاضرات توعوية، «تحث على الاهتمام والمحافظة على الممتلكات العامة من العبث»، لافتاً إلى ضرورة دور الشؤون الإسلامية في مكافحة هذه الظاهرة السلبية، من خلال «توجيه أئمة المساجد، لتقديم النصح والإرشاد حول أهمية هذه المرافق». فيما يؤكد بدر علي، الذي يقطن حي الجسر في الخبر، على ضرورة «تكاتف جميع الجهات المختصة، في الحد من هذه الظاهرة»، مشدداً على «دور الأسر وواجبها التربوي نحو أبنائها، ودعوتهم إلى اتباع السلوك الحضاري، وتثقيفهم بأهمية المرافق العامة، التي تعتبر ملكاً للسكان، وأنه لا يجوز التعدي عليها وتشويهها»، مبيناً أن هناك «الكثير من الحدائق يتم العبث في محتوياتها وتشويه جمالياتها، من خلال تصرفات بعض المراهقين، بتدوين كلمات تنافي الأخلاق والتربية على جدرانها، وتكسير مصابيح الإنارة، وتخريب الألعاب فيها». بدوره، ناشد أمين الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، جميع مرتادي الحدائق والمتنزهات العامة بضرورة «الاهتمام بها، وعدم العبث في محتوياتها»، داعياً إلى ضرورة «الاهتمام في نشر ثقافة الوعي بالمرافق العامة». وأكد أن الأمانة «ستستمر في سياسة التخضير، وإنشاء المزيد من الحدائق، إيماناً بأهميتها». وحمّل مسؤولية الحفاظ على هذه المرافق، إلى سكان الأحياء القريبة منها. فيما طالبت أمانة الشرقية، أكثر من مرة، بضرورة «الحفاظ على الممتلكات العامة من العبث والتخريب، لأنها ملك للجميع». واستشهدت بما حدث لبعض الساحات البلدية في الأحياء السكنية غرب مدينة الدمام، إذ «أقدم مجهولون على العبث في محتوياتها، وتكسيرها والكتابة على الجدران في شكل مزعج، قبل افتتاحها رسمياً»، ما اضطرهم إلى عمل صيانة «عاجلة» لهذه المرافق، بلغت كلفتها 500 ألف ريال. فيما قامت بلدية محافظة الخبر أخيراً، بوضع حراس أمن على الحدائق في الأحياء السكنية، التي بلغ عددها 17 حديقة، تقدر مساحتها الإجمالية ب1.3 مليون متر مربع، بهدف حراستها من العبث. وتزيد المساحة الخضراء في الخبر على مليوني متر مربع. فيما يبلغ عدد الحدائق والمنتزهات فيها 46 حديقة.