تعد الكتابة على الجدران ظاهرة سلبية تنتشر في كثير من المدن والقرى في تعبير واضح عن سلوك غير حضاري لما تلحقه من أضرار بالممتلكات العامة والخاصة ولما تشيعه من عبارات بذيئة تتنافى مع تقاليد المجتمع وعاداته، لكن ما لم تكن هناك توعية تربوية وأسرية تعلم الأطفال والمراهقين أن هذا العمل غير جائز وغير مسموح به فستظل هذه المشكلة بدون حل. وتختلف أسباب هذه الظاهرة باختلاف العبارات التي يكتبها أصحابها، فهناك من يحاول من خلالها لفت الأنظار إلى جمال خطه، والبعض يكتب عبارات بذيئة في حق أناس آخرين فيما يعبر عن فراغ فكري يعيشه هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هواية الكتابة على الجدران التي يجب أن يكون الجميع قد تخطوها بسبب وجود بدائل مثل الصحف والمجلات والإنترنت. وأوضح ل«عكاظ» عبدالله جمعان أن أسباب هذه الظاهرة مختلفة، فمنها ما هو نفسي ومنها ما هو تربوي واجتماعي، وقال إن العامل النفسي والانفعالي يدفع فئة من الشباب إلى مثل هذا التعبير الغريب وغير اللائق إما للتنفيس وإما للفت الأنظار والشهرة الوهمية وإما لتشويه سمعة الآخرين أو غيرها من الأسباب. وأضاف مساعد سعيد أن ظاهرة الكتابة على الجدران قد خفت في السنوات الأخيرة، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل من أبرزها ظهور شبكة الإنترنت وزيادة الوعي لدى فئة المراهقين وإيجادهم لبدائل أخرى تمكنهم من التعبير عن ما يجول في نفوسهم بتوفير أماكن مخصصة للكتابة على الجدران ليفرغ الشباب طاقاتهم فيها ويعبرون عن ما بداخلهم، وهذه الأماكن وفرت للشباب والمراهقين عالما يستطيعون من خلاله ملء الفراغ الذي كان يدفعهم للكتابة على الجدران العامة والممتلكات. ووصف بكر حسن ظاهرة الكتابة على الجدران بالسيئة جدا، وطالب بمحاربتها والقضاء عليها بوسائل عدة من أهمها الحرص على تنشئة الأطفال تنشئة سليمة والتوجيه التربوي في البيت والمدرسة والمسجد، وكذلك بوضع عقوبات على مرتكبي هذا السلوك غير الحضاري؛ لأنه سلوك لا يسيء لفاعله فقط لجهل المجتمع به، وإنما يسيء إلى الجميع ويوقع ضررا كبيرا على المظهر العام والمجتمع وعلى الوجه الحضاري، مشيرا إلى أن الغريب أن الذين يقومون بهذا العمل لم يستثنوا منه أي مكان، حتى بيوت الله لم تسلم منه، وإذا سلم منه جدار المسجد نفسه، فإن حمامات المساجد من الداخل غالبا ما توجد عليها كتابة تحمل عبارات غير لائقة، وهذا ما يجب أن يحارب عن طريق القيام بتوعية شاملة عبر كل الوسائل المتاحة حتى نرى جدران مدننا دون كتابات. من جهته، أوضحت سميرة القرني الأخصائية الاجتماعية أن هذا السلوك يتولد لدى المراهق من صغره لعدم توعيته وإرشاده الإرشاد الصحيح، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تكون غالبا من شريحة الشباب لذا وفرت لهم الجهات المختصة أماكن لممارسة هواية الكتابة عليها والتقليل من إتلاف الأماكن العامة وحمايتها. وأوضح المتحدث الرسمي في أمانة العاصمة المقدسة سهل حسن أن الأمانة بدورها تقوم بمراقبة الأماكن العامة بشكل مستمر لحمايتها وعدم إلحاق الضرر بها، كما تم توفير أماكن خاصة للشباب لممارسة هواية الكتابة عليها لتفادي إلحاق الضرر بالممتلكات العامة.