أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تشكيل لجنة رباعية عليا تمثل (إمارة منطقة مكة، وزارة الشؤون البلدية والقروية، الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة المالية) لتقديم مشروع تطويري شامل يعيد لمحافظة الطائف مكانتها السياحية والاقتصادية والرفع عما يتم التوصل له، مبينا أن المشاريع التي ستدرسها اللجنة ستشمل تطوير المحور السياحي، وتطوير مشروع مدينة سوق عكاظ التاريخي، وتطوير وسط مدينة الطائف التاريخي، وتأهيل المواقع الأثرية في محافظة الطائف، وتطوير متحف الطائف، وإعادة تأهيل وتطوير المشاريع الخدمية في خطة عشرية. ونوه الأمير سلطان بن سلمان في كلمته البارحة في انطلاق أنشطة (سوق عكاظ) بدور المملكة في رعاية التراث والمكونات الثقافية، مبينا أن المملكة لها مكانة مرموقة بين الأمم، ونحن بلد الحضارة والتاريخ والإصلاح والإنسانية، ونجاح هذا المشروع هو للوطن والهدف الرئيس من التنمية هو بناء الإنسان وسوق عكاظ إحدى هذه الاهتمامات، مشيدا بدور أمير الثقافة والشعر الأمير خالد الفيصل في الاهتمام بإبراز هذا الحراك الحضاري والثقافي. وأكد على أن المملكة بلد الإسلام ومهد الرسالة وأرض الحضارات على مر التاريخ، مبرزا دور المملكة في النهوض بالثقافة بداية من مهرجان الجنادرية ووصولا إلى سوق عكاظ التي تشهد انطلاقتها الخامسة في هذا العام وتحظى بحضور ومشاركة مدعاة للفخر والاعتزاز، مشيرا إلى أن ركب الحضارات متوالٍ والعالم يتطور عبر مختلف أدوات التواصل الاجتماعي والنقلة في مجال التقنيات المختلفة. وأضاف «المملكة وبدعم ورعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غنية بتراثها الأصيل، وسوق عكاظ التي تنطلق في عامها الخامس على التوالي، تعتبر منبرا حضاريا لجميع العرب الذين ارتبطت الفنون الأدبية لديهم باسم سوق عكاظ، وبشكلها الحاليا والتطوير الذي يخطط له مستقبلا بمثابة أنموذج للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالميا من إقبال السياح مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى، وإقامة هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق تعطي للفعالية حضورا ومزية، ولفت إلى أن المواطنين الذين يعتبرون المستهدف الأول بأنشطة السياحة في المملكة وجدوا في سوق عكاظ أنشطة متنوعة تلبي احتياجات جميع أفراد العائلة حيث شكلوا الأعوام الماضية النسبة العظمى من الزوار. واستطرد «إن اهتمام المملكة بإحياء هذه السوق يعود لما اشتهرت به لدى العرب كأهم أسواقها وأشهرها على الإطلاق، حيث كانت القبائل تجتمع فيها شهرا من كل سنة يتناشدون الشعر ويفاخر بعضهم بعضا، ولم تكن سوق عكاظ مكانا ينشد فيه الشعر فحسب بل كانت أيضا موسما اجتماعا قبائليا له دوره السياسي والاجتماعي الكبير، فقد مثلت عكاظ لقبائل العرب تجمعا لشيوخ القبائل بعشائرهم وتعقد فيه مواثيق وتنقض فيه أخرى، كما كانت السوق مضمارا لسباقات الفروسية والمبارزة وسوقا تجارية واسعة تقصدها قوافل التجار ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل وغير ذلك». ( مشاهدة نسخة ال PDF )