يعاني شباب تهامة قحطان (الفرشة) جنوب منطقة عسير من سوء الملاعب، وأرض ترابية أثناء ممارستهم لعبة كرة القدم في منطقتهم، التي تفتقر لكثير من الأساسيات التي يحتاج لها لاعب كرة القدم، فالوصول إلى الملعب يحتاج إلى أن تسلك أحد الأودية الوعرة للوصول إليه والذي يقع بجانبه أحد مصانع البلك والخرسانة الجاهزة وبعض السيارات المهجورة التي تقع على جنبات الملعب. وظلت ملاعب الفرشة على حالها دون أن تحظى بأية. «عكاظ» تجولت داخل أحد هذه الملاعب الترابية ورصدت المتطلبات التي يحتاجها ممارسو اللعبة، وكيفية تغيير الملابس داخل إحدى الغرف المهجورة والمكشوفة، وأرضية الملعب غير الصالحة لمزاولة كرة القدم، إضافة لافتقارها لمصابيح كهربائية، وقربها من إحدى الآبار المكشوفة التي تهدد عددا من أبناء المنطقة. في البداية أكد المواطن عامر سعيد (المسؤول عن الرياضة في المنطقة) أن معاناة الشباب تكمن في عدم وجود ملاعب كرة قدم وكرة طائرة والتي ستكون متنفسا وحيدا لجميع الشباب، حيث لا يجد أبناء المنطقة ملاعب يمارسون فيها هواياتهم الرياضية، مشيرا إلى أن شباب المنطقة يضطرون للعب وسط الشوارع غير المؤهلة والتي أقيمت بمجهودات ذاتية من أحد المواطنين ويتم تأجيره ب 50 ريالا للساعة. سوء الملاعب أما المواطن سلطان محمد فقد بين أن شباب المنطقة يشتكون من غياب المشاريع الشبابية التي يحتاجها الشباب، دون أي اهتمام من المعنيين أو من تجار المنطقة الذين لا يولون أي اهتمام لأبناء المنطقة. وقال إن المنطقة لا توجد فيها دورات كروية وافتقادها لمسابقات كروية بين مدارس المنطقة لاظهار المواهب، وخاصة أن أبناء المنطقة يحتاجون إلى اهتمام كبير، مشيرا إلى أن ممارسة الرياضة في المنطقة مقتصر على دواري الحواري في كرة القدم والتي تمارس على أرضية أسفلتية. من جانبه، أكد حيان المالكي أن عدم اكتمال الخدمات ومنها ملاعب كرة القدم تسبب في هجرة وعزوف الشباب عن المنطقة وذهاب أغلبهم لخارج حدود المنطقة، والبحث عن أندية أخرى والتي تبعد عنا 200 كيلو لطلب خدمات راقية تتوافر فيها الخدمات المطلوبة. وقال إننا نحتاج إلى ملعب لكرة القدم وننتظر تسوير الملعب وتوفر متطلباته حيث نعاني من منذ 30 عاما أو أكثر من غياب الملاعب الرياضية عنا، وحالتنا الحالية لا تسر ولا تليق، حيث أصبح ملعبنا المستأجر مرتعا لرمي المخلفات ومجاورة المصانع والسيارات المهجورة، وبعد هطول الأمطار يصبح مستنقعات تنبعث منها الروائح الكريهة، وينتشر حولها البعوض بطريقة تزعج شباب المنطقة. أما حسن حكمي، فقد أشار إلى أن المنطقة التي يوجد بها الملعب يخيم عليها الظلام لعدم وجود إنارة، إضافة لمجاورة الملعب لمصنع البلك والخرسانة الجاهزة التي أخفت ملامح الملعب، مطالبا مسؤولي رعاية الشباب بإيجاد حل بإنشاء ملعب لكرة القدم وجميع الرياضات الأخرى التي يهتم بها أهل المنطقة. وأبدى شباب الفرشة تطلعهم لملعب بديل للملعب الترابي الحالي الذي يقولون إنه يفتقر لجميع مقومات لعبة كرة القدم، وشرحوا كيف يقضي شباب المنطقة أوقاتهم في لعب كرة القدم، وكيف يلجأ البعض بتعليق ملابسهم الرياضية على سياراتهم، مطالبين الجهات المختصة بتلبية احتياجات أهل المنطقة. وأكد مفرح عوض سعيد أن المشكلة الأساسية تكمن في ما نعانيه من عدم وجود ملاعب رياضية وممارستنا لكرة القدم على ملعب ترابي وبإيجار يومي حيث يفتقد الملعب لكثير من المتطلبات الخاصة لكرة القدم، ووصفه ب«مصدر إزعاج للشباب بالغبار المتطاير منه»، مضيفا أن بعض الشباب يلعبون على طبقات اسفلتية للشوارع غير صالحة. وقال «نحن نطالب أمير الشباب الأمير نواف بن فيصل، لإنشاء مراكز رياضية أو أندية رياضية تهتم بالشباب وتحتويهم». من جهته، قال سعيد عوض «نعاني من عدم اهتمام مكتب رعاية الشباب في منطقة عسير بشباب الفرشة والوقوف معهم وخاصة أن المنطقة تقع على الحدود والتي لابد من الاهتمام الكبير بشبابها، وتفريغ طاقاتهم بشكل صحيح لم هو في مصلحتهم ومصلحة الرياضة السعودية، حيث تتوفر في المنطقة مواهب قادرة على المنافسة في شتى المجالات الرياضية». ننتظر ملاعب كرة قدم ويقول ممدوح الغامدي «قدمنا خطابات لمسؤولي مكتب رعاية الشباب ولم نجد أي اهتمام»، مضيفا: أصبحت ملاعبنا الترابية ترهق جيوبنا وتتعب أنفاسنا وذلك بسبب رائحة الأتربة والغبار الذي يتطاير بيننا أثناء ممارسة كرة القدم. إلى ذلك، أكد ناصر الريش على أهمية تركيب أعمدة للإنارة في ملاعب كرة القدم. تبخرت الأماني وأشار فهد الثمالي إلى أن هناك مطالب مستمرة من قبل الأهالي بتطوير الرياضة على مستوى المنطقة، مضيفا سعدنا عندما سمعنا أن هناك مكرمة بإنشاء ناد رياضي مكتمل، ولكن تبددت الآمال بعدما أظهرت الأيام بأنها إشاعة، وتبخرت من خلالها طموحات شبابها. وأبدى مرتادو الملاعب رغبتهم بدفع بعض الرسوم، مثلما هو معمول به في الدول المجاورة والتي تحرص على تنمية مواهب الشباب. وقال مداوي جابر: إن مكتب عسير ليس له دور واضح في دعم الشباب ولا يشجعوننا على إقامة البطولات الرياضية، وكل ما يقومون به الوعود التي تتبخر دوما مع الرياح. وطالب جابر: الملاعب الرياضية هي السبب الحقيقي وراء تفريخ المواهب الكروية التي غذت المنتخبات الوطنية، ولكنها غابت في الوقت الحالي عن منطقتنا. من جهته، قال صاحب الأرض المقام عليها الملعب يحيى جابر إن كل ما نريده هو السماح للملاعب أن تعمل من غير مضايقات، ونريد دعمها والآن نعيش وضعا صعبا وذلك لعدم توفير المستلزمات الأساسية رغم أن تكلفة إقامة الملعب 15 ألف ريال، مضيفا أنه يتم تنظيف الملعب وتوفير كرات وحكم لكل مناورة أو مباراة من جيوبنا، إضافة إلى عامل خاص يقوم بعمل الترتيبات اللازمة للمباريات وتوفير الكرات بمرتب 500 ريال شهريا. من ناحيه أخرى، عبر مداوي عبصان عن انزعاجه مماوصفه بالتجاهل الكبير من قبل مكتب رعاية الشباب بعسير بالإضافة لغياب رجال أعمال المنطقة حيث وعدنا أحد التجار بتوفير ماكينة كهرباء ب 25 ألف ريال وتسوير الملعب وتوفير كشافات ومستلزمات أخرى للملعب وتنظيف غرفة الملابس وتغطية سقفها.