ترددت أنباء عن إصابة عدد من المتنزهين مرتادي المياه الجارية في أودية مركز العبلاء غربي محافظة بيشة بمرض البلهارسيا، وخاطبت جهات رسمية صحة بيشة لمعالجة هذه المشكلة، بعد ورود شكاوى من متضررين أصيبوا بالبلهارسيا بعد زيارتهم لأودية العبلاء. وفيما طالب مواطنون بإيجاد حل ناجع لهذه المشكلة، نفى الناطق الإعلامي في صحة بيشة عبد الله الغامدي وجود أية حالات بلهارسيا في المنطقة، وقال «لم نشخص أية حالة، ومثل هذه الحالات إذا كانت موجودة نبلغ عنها ويكون هناك استنفار لاحتواء المرض»، مشيرا إلى أن «صحة بيشة متميزة في مكافحة نواقل المرض، وأن هناك تغطية لوديان المحافظة بالرش بالمبيدات للقضاء على نواقل المرض، وتشمل التغطية أودية العبلاء»، لافتا إلى أن هناك جزءا من منطقة العبلاء مسؤولة عنه صحة الباحة. محمد عبد الله المزيدي لم يخف قلقه من البلهارسيا، فقال «إنها موجودة في العبلاء ومتوقع انتشارها، خصوصا أنه في كل عام تكتشف حالات إصابات عديدة في المنطقة، دون اتخاذ إجراء حاسم من قبل المعنيين بالأمر للسيطرة على مصدر العدوى»، مضيفا هناك تهاون من قبل صحة بيشة لمواجهة هذا المرض في منطقة لا يوجد فيها مركز صحي يمكن أن يكتشف أو يعالج الحالات المرضية. من جانبه، قال المواطن محمد الأكلبي «العام الماضي عانيت من آلام في البطن لمدة طويلة، وفي الأخير اكتشف الأطباء في مستشفى تبالة إصابتي بمرض البلهارسيا، وطلبوا حضور أفراد عائلتي ليجدوهم مصابين أيضا بنفس المرض، وأرجع الأطباء السبب إلى تلوث المياه، ثم أبلغ المستشفى صحة بيشة وأرسلت مختبرا متنقلا مكث أياما ثم رجع، وتناست الجهة المعنية الموضوع، ومن المفترض أن يكون في العبلاء مركز صحي يكتشف ويعالج الحالات المرضية، وفريق لرش الأودية للقضاء على البلهارسيا». وعبر المواطن عايض المزيدي عن أسفه عن الوضع الصحي في المنطقة، وقال «البلهارسيا تصيب كل سنة العشرات من أهالي العبلاء وزوارها، والوضع لدى صحة بيشة كما هو لم يتغير، فلا يوجد مركز صحي، ولا يوجد فريق رش ولا حملات توعية عن البلهارسيا»، مطالبا بفتح مركز صحي يتولى متابعة أهالي المنطقة ويركز على المواطنين المتوقع إصابتهم بالمرض. وأشارت ل «عكاظ» مصادر طبية إلى أن البلهارسيا مرض طفيلي يتوطن في المناطق التي بها مستنقعات مياه، وينعدم فيها الصرف الصحي لفضلات الإنسان، ويمر طفيل البلهارسيا بثلاث مراحل في دورة حياته، فيخرج مع فضلات الإنسان المصاب بالمرض على شكل بويضة، فإذا وجدت البيئة المناسبة فقست وبحثت عن القواقع الموجودة في الماء وتطفلت عليها لمدة أسبوعين ثم تخرج وتسمى في هذا الطور من حياتها «سركاريا»، وتسبح في الماء لمدة 48 ساعة بحثا عن عائل تتطفل عليه كالإنسان، فإذا لم تجد ماتت وإن وجدته فإنها تخترق جلده وتسبح في الدم حتى تستقر في الوريد «البابي» قرب الكبد أو في الجهاز البولي حسب نوعها، فمنها البولية ومنها المعوية، وكلها إن لم تعالج تسبب مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، مشيرا إلى أن الوقاية بتجنب الشرب أو الغسيل أو الاستحمام في مياه الأودية والمستنقعات، واتباع الطرق الصحية في التخلص من الفضلات والبعد عن الممارسات الخاطئة كقضاء الحاجة قرب مصادر المياه، وبين المصدر أن المياه الملوثة تعتبر عاملا رئيسا في انتشار أمراض أخرى غير البلهارسيا كالالتهاب الكبدي الوبائي نوع A، كما تعتبر مستنقعات المياه عوامل مهئية لانتشار الملاريا والأمراض التي ينقلها البعوض.