نجحت القناة الأولى في التلفزيون السعودي كسب الرهان في شهر رمضان بعد أن استطاعت كسب المشاهد السعودي بما قدمته من مسلسلات كوميدية ساخرة تناقش قضايا المجتمع بشفافية وواقعية، ويحسب للتلفزيون السعودي تعدد البرامج والمسلسلات ومساحة الحرية الكبيرة التي أعطيت لها لتناقش مواضيع حساسة كانت إلى وقت قريب تعتبر من المحظورات حتى على بعض القنوات الخاصة. ولو تأملنا الخريطة الرمضانية في القناة الأولى لهذا العام لوجدناها زاخرة بالأعمال الدرامية والبرامج الدينية والمسابقات التي كانت ورقة الرهان للقناة الأولى في وجه الفضائيات الخاصة التي وضعت الميزانيات المفتوحة واستقطبت النجوم لكنها لم تحظ بمساحة الرضا لدى المشاهد السعودي مثلما حظيت به القناة الأولى. ومما يحسب للتلفزيون السعودي هذا العام استقطاب الطيور المهاجرة أمثال، حسن عسيري، راشد الشمراني، وحبيب الحبيب الذين عادوا إلى بيتهم الأول قادمين من «إم بي سي» بعد تجربة «بيني وبينك» ليقدموا العمل الكوميدي «قول في الثمانيات» الذي حقق نسب مشاهدة جيدة، ونفس الكلام ينطبق على الفنان هشام عبدالرحمن نجم ستار أكاديمي الذي قدم هذا العام برنامج «النخلة» الذي حظي قبولا لدى المشاهد السعودي بالرغم من أنه لم يعوض الفراغ الذي تركه برنامج المسابقات الأكثر شهرة في الخليج «سباق المشاهدين» لربانه حامد الغامدي بعد أن ارتحل البرنامج للقناة السعودية الرياضية. وسارت القناة الأولى في تميزها بتعميد الجزء الثاني من مسلسل «سكتم بكتم» للفنان فايز المالكي الذي واصل حصد النجاح للموسم الثاني متفوقا على نفسه وليكون منافسا قويا وندا كبيرا لمسلسل طاش في وقت خيب فيه مسلسل الفتلة الكويتي الذي يعرض بالتوزاي مع مسسل قول في الثمانيات آمال المشاهدين برؤية عمل كوميدي مميز مما زاد حظوة التلفزيون السعودي. وحرص القائمون على القناة الأولى بالتنويع فأنتجوا وعرضوا مسلسلين كرتونيين، وفي نفس الوقت عملوا عملا حجازيا رغم ضعف التمويل إلا أنها خطوة جيدة تحتاج التفعيل والدعم في السنوات المقبلة بعد أن عرضوا مسلسل «مباشر ولكن» باللهجة الحجازية والذي قدم عددا كبيرا من المواهب السعودية الشابة في عالم الفن والتي ينتظرها الكثير. ولم تهمل القناة عرض المسلسلات الاجتماعية، فكان مسلسل «أيام وليالي» للمخرج خالد الطخيم أحد الأعمال السعودية المتميزة رغم أنه لم يحظ بالدعم الإعلامي الذي يستحقه. ونفس الكلام ينطبق على الجزء الثاني من مسلسل فينك للمخرج فيصل يماني الذي ظلم في وقت عرضه ليكون بعيدا عن أنظار المشاهد والمقيم والنقاد لهذا العمل الذي استقطب بعض نجوم الدراما العربية كالفنان المصري طلعت زكريا، الفناة ميس حمدان، إضافة للفنانين السعوديين أسعد الزهراني، رانيا محمد، ومحمد المنصور وآخرين. ويبقى على القائمين على القناة الأولى المحافظة على هذا التميز بدعم الأعمال الجيدة ومحاولة استقطاب نجوم الدراما المحلية من المحطات الفضائية الخاصة حتى يعود للتلفزيون السعودي وهجه.