بخطى ثابتة وأفكار واقعية تلامس جراح هموم المجتمع وبكوميديا مقبولة يسير الجزء الثاني من مسلسل «سكتم بكتم» نحو صدارة المسلسلات السعودية ذات الحضور الأقوى في رمضان الحالي بعد أن استطاع أن يكون ندا قويا لطاش هذا العام مستفيدا من تذبذب مستوى حلقات الثنائي السدحان والقصبي، وضعف باقي المنافسين. ولعل ماميز سكتم النص الجيد وطريقة الطرح والمعالجة المقبولة دون الوقوع في أفخاخ الأدلجة والتهريج والمضامين الفارغة. وقد كان التحدي الأكبر لمسلسل «سكتم بكتم» هو الوقوف في وجه طاش من خلال عرضه على التلفزيون السعودي في الوقت الذي يعرض فيه المسلسل الجماهيري الأول «طاش» فأجبر جزء كبير من متابعيه للتحول إلى مشاهدة نجمهم المحبوب فايز المالكي وهو يقدم قضايا المجتمع بأسلوب كوميدي مال نحو كوميديا الموقف والمفارقات الاجتماعية المضحكة المبكية في نفس الوقت. فمن حلقات الخطوط السعودية إلى حلقة الابتعاث والجنس الثالث مرورا بحلقة الزواج من الخارج واختبارات القياس وانتهاء بحلقة حراس الأمن وغيرها من القضايا المعاشية التي تهم كل شرائح المجتمع. ويحسب لسكتم أنه استطاع أن يكسر قاعدة مسلسلات الأجزاء التي تبدأ بالضعف عندما تتكرر بخلاف سكتم الذي تميز بشكل أكبر عن جزئه الأول. ولعل ماعاب المسلسل هو الجانب الإخراجي الذي كان الحلقة الأضعف في المسلسل فقد كانت اللقطات طويلة مملة ومن جانب واحد وحركة الكاميرا وزواياها غير مدروسة مما أفقد المسلسل جزءا من التميز في النص والأداء. هذا النجاح للمسلسل دفع العديد من الفضائيات لمخاطبة ود منتج وبطل العمل الفنان فايز المالكي رغبة في نقل المسلسل من التلفزيون السعودي إلى محاطاتهم طمعا في جذب المشاهد السعودي، وهذا يحسب للقناة الأولى التي راهنت على العمل في جزئه الثاني ونجحت في الرهان ومزاحمة أم بي سي ومنافسة العمل الجماهيري الأول. ويبقى الأمل قائما في أن لا يقع المالكي ومسلسله في فخ أعمال الأجزاء في السنوات المقبلة بالتكرار والتهريج والدخول في دائرة الغرور والاستسهال الذي أثقل كاهل الدراما المحلية.