تتجه الأزمة الليبية المشتعلة منذ نحو ستة أشهر نحو الانفراج بسيطرة الثوار على أجزاء واسعة من العاصمة طرابلس، واقتراب إسدال الستار على حقبة القذافي، فضلا عن ورود أنباء عن اعتقال ابنه سيف الإسلام، وسط ترحيب دولي واسع، إذ اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، مرحلة معمر القذافي تقترب من نهايتها، وحض الزعيم الليبي على أن يعلن بوضوح تنحيه عن السلطة. وقال أوباما «إن مرحلة القذافي تقترت من نهايتها. مستقبل ليبيا بأيدي شعبها». لكن أوباما نبه الثوار الليبيين إلى أن معركتهم «لم تنته بعد»، واعدا بأن واشنطن ستكون صديقا جيدا وشريكا لليبيا الجديدة. وأفاد المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ديف لابان للصحافيين أمس، أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن معمر القذافي لم يخرج من ليبيا في وقت تجتاح فيه قوات المعارضة العاصمة الليبية طرابلس. بدوره، أعلن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك أمس، نيته عقد اجتماع طارئ بشأن ليبيا الأسبوع الجاري، للمنظمات الدولية والإقليمية بينها جامعة الدول العربية والإتحاد الافريقي والإتحاد الأوروبي، داعيا قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لوقف العنف فورا وإفساح الطريق أمام عملية انتقالية سلسة وسلمية للسلطة. من جهته، جدد رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، دعم بلاده للمجلس في بناء ليبيا ديمقراطية موحدة، مهنئا بالتقدم السريع للثوار في دخول العاصمة الليبية طرابلس. كما شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، على أهمية تفادي مزيد من «حمامات الدم» في ليبيا، وذلك في وقت يوشك نظام معمر القذافي أن يسقط. وأعلنت وزيرتا الخارجية والدفاع الإسبانيتان ترينيداد خيمينيث وكارمي تشاكون أمس، أن إسبانيا تدعو إلى «تبني قرار جديد في الأممالمتحدة في أسرع وقت» يكرس «مرحلة ما بعد القذافي»، بينما أجرى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو محادثات هاتفية مع سلطات المجلس الانتقالي الليبي جدد خلالها دعمه للجهود الرامية إلى استقرار الوضع في البلاد، لافتا إلى ضرورة إجراء مزيد من المباحثات لتحديد سبل اعتقال وتسليم العقيد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ومدير المخابرات عبدالله السنوسي. إلى ذلك، أعرب مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس، عن قلقهم من شن قوات العقيد معمر القذافي في طرابلس هجوما أخيرا ضد المدنيين، بعد إحكام الثوار المناوئين له السيطرة على معظم أحياء العاصمة. و دعا الاتحاد الأفريقي إلى عقد اجتماع لمجلس السلم والأمن على مستوى رؤساء الدول يوم الجمعة المقبل في أديس أبابا لبحث الوضع في ليبيا. وفي السياق ذاته، تسابقت عدد من الدول العربية في مقدمتها مصر والجزائر والسلطة الفلسطينية والمغرب للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي.