اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ان مرحلة معمر القذافي "تقترب من نهايتها"، وحض الزعيم الليبي على ان يعلن "بوضوح تنحيه عن السلطة". وقال اوباما من جزيرة مارثاز فاينيارد (مساتشوستس، شمال شرق) حيث يمضي اجازة مع عائلته في رسالة الثوار ان "ليبيا التي تستحقون هي بمتناول يدكم". واضاف ان "مرحلة القذافي تقترت من نهايتها. مستقبل ليبيا هو بأيدي شعبها". لكن اوباما الذي كان يتحدث في مداخلة اذاعية نبه الثوار الليبيين الى ان معركتهم "لم تنته بعد". واوضح ان "الوضع ما زال غير مستقر. لا يزال هناك مستوى معين من الفوضى كما ان عناصر النظام التي تواصل القتال تشكل تهديدا". واشار الرئيس الاميركي الى ان "من مسؤولية (القذافي) ايضا ان يمنع حمام دم جديدا عبر اعلانه بوضوح التخلي عن السلطة (...) وعبر دعوة القوات التي تواصل القتال الى تسليم سلاحها". ووعد الرئيس الاميركي بأن واشنطن ستكون "صديقا جيدا وشريكا" لليبيا الجديدة لمواجهة "التحديات الهائلة" التي تنتظرها. واكد ان الولاياتالمتحدة الاميركية ستقدم مساعدة لتلبية الحاجات الطارئة وستفرج عن الودائع المجمدة للعقيد القذافي. ودعا اوباما الى "عملية انتقالية سلمية عادلة تجمع كل الاطراف وتؤدي الى ليبيا ديموقراطية" محذرا من احتمال قيام عمليات انتقامية ضد القوات الموالية للقذافي. وقال ايضا ان "العدالة الحقيقية لا تنبثق من العنف والثأر ولكن من المصالحة". واوضح اوباما ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحثت الوضع مع نظرائها في دول عدة. وقال ايضا ان السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس ستطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انتهاز فرصة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، الشهر المقبل، من اجل "دعم هذه العملية الانتقالية المهمة". من جانب آخر أثنى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس على الشعب الليبي ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي بعد أن تمكن هؤلاء من الوصول إلى طرابلس وأكد في بيان بث عبر "شبكة تويتر" الاجتماعية للتواصل وقوف بلاده الكامل معهم " لإنهاء عملية تحرير بلادهم من الظلم والدكتاتورية". وحث ساركوزي العقيد معمر القذافي بينما كانت قوات المتمردين على نظامه تقصف مقر إقامته في باب العزيزية بالعاصمة الليبية على تجنيب الشعب الليبي " آلاما جديدة لا فائدة منها" وذلك عبر إعطاء الأوامر للقوات التي ظلت صباح أمس موالية له بالتخلي عن السلاح ووضع نفسها " تحت تصرف السلطات الليبية الشرعية" في إشارة إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي. من جهة أخرى أكد آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر أمس أن الرئيس ساركوزي قرر أمس التشاور هاتفيا مع مصطفى عبد الجليل رئيس هذا المجلس. وأضاف الوزير الفرنسي يقول إن لقاء سيجري قربيا في العاصمة الفرنسية بين ساركوزي وعبد الجليل . وقال وزير الخارجية الفرنسي أيضا إن فرنسا تأمل في أن تعقد مجموعة الاتصال التي تعنى بالملف الليبي اجتماعا في باريس في الأيام المقبلة. لوضع " خارطة طريق " مع المجلس الانتقالي بشأن مستقبل ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي. الى ذلك اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين انه دعا لعقد قمة هذا الاسبوع حول الوضع في ليبيا بحضور قادة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية وكذلك منظمات اقليمية اخرى. وقال بان كي مون "نعيش لحظة مليئة بالامل لكن هناك ايضا مخاطر في الافق"، وعرض مساعدة الاممالمتحدة لتأمين الانتقال السياسي في ليبيا بعد سقوط القسم الاكبر من العاصمة طرابلس بأيدي الثوار. وقال بان كي مون في تصريح صحافي ان الاجتماع سيعقد الخميس او الجمعة في نيويورك وسيضم ايضا قادة الاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي. على صعيد آخر قال وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو انه سيطير الى مدينة بنغازي معقل المعارضة الليبية اليوم الثلاثاء . وقال داود أوغلو للصحفيين في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا "سأسافر من هنا الى بنغازي بصفتي وزيرا للخارجية التركية لكن ايضا بصفتي رئيسا لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا." وأضاف "هناك بداية لعصر جديد في ليبيا من أجل مستقبل ليبيا موحدة ديمقراطية. ما دافعنا عنه دائما في تركيا هو ليبيا جديدة تقوم على آمال الشعب الليبي دون تقسيم أو حدوث وضع تسود فيه الفوضى."