في وعورة من التضاريس الاجتماعية عاش محمد الثبيتي، وعلى حفيف قافلة من المطر والبياض رحل محمد الثبيتي، وبين (التضاريس) وبين (القافلة) تغريبة من الوجع وهزيع من الليل والوطن المنتظر.. رحل أحد أبرز شعراء العرب الحداثيين، ولكن الفنان يظل عصيا على النسيان، مقاوما لكل عوامل التعرية والخفوت والانطفاء.. ألم يهتف درويش ذات وجع: (هزمتك يا موت الفنون جميعها)؟! كانت رحلة الثبيتي من افتتانه بشاعرية خلاقة لا يجيدها سواه، كان ينقشها (كعاشق خط سطرا في الهوا ومحا) ل(عاشقة الزمن الوردي) إلى ولعه بتهجي أبجديات الحلم والوهم في لحظة شعرية واحدة، مرورا ب(تضاريس) شعرية موغلة في عمق التراث ومتسامقة في سماوات اللغة الشاهقة والمتفردة أو المتمردة، وليس انتهاء بموقفه الأدبي والأبي كبدوي (عتقته رمال الجزيرة) من جناسها وأجناسها، مغلقا خلفه (بوابة الريح)، (والأهلة حول وجهه مستهلة)! هو سيد البيد والقصيد الشاعر محمد الثبيتي، له مع الشعر غواية، ومع الإنسان رواية، ومع الأصدقاء حكاية.. حكايتي معه ليست كحكاية عراب الحداثة الأكبر الدكتور عبدالغذامي مع مجايليه إبان المد التنويري منذ أكثر من عقدين من الزمن، الذي اختزلها في كتابه المثير (حكايتي مع الحداثة)، لكنها حكاية التلميذ مع أستاذه.. وسالفة عشق بين البيادر المتعطشة مع غيوم الشعر الماطرة!. ديوانه الأول بداية الحكاية مع بواكير مرحلة الجامعة قبل ما يقارب ال20 عاما، حيث كانت الروح مشرعة للاطلاع والنهم القرائي الحر، حينذاك طلب أستاذي الدكتور عالي القرشي بحثا عن شخصية شعرية في مادة الأدب السعودي، ومن مكتبة الكلية راق لي ديوان (عاشقة الزمن الوردي) وهو أول دواوين محمد الثبيتي المطبوعة، سألني الدكتور عالي: هل سمعت عن هذا الشاعر من قبل؟ لا أخفيكم أن عروقي كانت متشربة أنهارا شعرية متدفقة على امتداد وطننا العربي الكبير، وأسمع آنذاك عن قامة شعرية باسقة أصلها ثابت وفرعها في السماء أثارت ما أشكل شعرا وإبداعا، وضخت الجمال في أوردة صباحات الشعر ب(تضاريس) زودني بنسختها الصديق الصحافي خالد المحاميد بعد أن سحبت من الأسواق لأسباب لا أخالها تخفى عن البعض، منذ تلك الأيام وأنا أتنفس شعر هذا الرجل العربي الأصيل وأتمنى لقاءه. البنك والهاتف بعد تخرجي في الكلية وتعييني في العاصمة المقدسة، وأنا أقف في طابور البنك لاستلام المرتب الشهري قبل نظام الصرف السريع، وفي الطابور المجاور مكثت أحدق في رجل يقف محشورا بين أرتال الوافدين ليتسلم (معاشه)، كنت أتأمل في سحنة هذا البدوي السمراء بشاربه الكث ونظراته المسافرة في وجوه الآخرين، وأنا أتمتم : «(هذا) حصان عصي فوق غرته.. توزع الشمس أضواء الصباحات»! كنت أتساءل بمرارة الفنان: هل يعقل أن يكون هذا هو وضع المثقف الحقيقي والشاعر الخلاق الذي جلجل صوته عاليا بالشعر ابتداء من مهرجان المربد بالعراق، مرورا بدمشق العرب وقاهرة المعز وتونس الخضراء وانتهاء بسوق عكاظ واليمن الذي كان سعيدا؟! انتظرته وعرفته بنفسي وتبادلنا التحايا وأرقام الهواتف (الثابتة) في زمن يضج بالعصافير والأمنيات، وكلما شج الحنين مفرق الضوء هاتفني بصوته المحشو غيوما ونبلا: سلام .. وين الناس؟! فأجيبه خجلا: بحضورك سيدي يصبحون الناس ناسا!. هي سنون مضت كان فيها وما زال كالنخلة الشاهقة، تطول وتزداد شموخا وعلوا، فيما يتقزم الأدعياء أمام قامته المزملة في ثياب النور وهو يسكن (جبل النور)؛ ومن هنا اكتسب ضوء المكان وضياء الزمان. رحل وهو مدين قال عنه الشاعر محمد العلي: إن الكبار أو المبدعين، لا نشعر بهم، وبفداحة صنيعنا معهم، إلا إذا توفوا. الموت هو الطريقة الوحيدة لأن يعترف المجتمع بالمبدع، وهذا شيء فاجع، وشيء تاريخيا يؤسف له، لأن هذا يدل على اللا مبالاة بأي مبدع. والثبيتي فقد في حياته، وفقد قبل أن يتوفى، لم يلتفت إليه أحد، حتى في مرضه، حتى وهو مريض حورب، على رغم كونه رمزاً شعرياً عربياً، وليس محلياً فقط، بل هو رمز شعري عربيا ككل، لكن ماذا تصنع؟ ماذا تقول؟ الثبيتي حورب في حياته، لم يكن يملك شقة، ولم يكن يملك سيارة، ودائماً مدين، كما رحل وهو مدين، وعائلته على كف الرياح، ألم يكن هذا حرباً؟. لم تغيره المدنية أما الشاعرة هنا حجازي فقد بكت الثبيتي على طريقتها قائلة: أبكي محمد الثبيتي لأنني عرفته عن قرب، عرفت مدى صدقه وعرفت أن الشعر الذي يكتبه لابد أن يكون عظيما وصادقا لأنه يشبهه محمد لم تلوثه الثقافة ولم تغيره المدنية. ظل الشاعر البدوي النقي الذي تمر المتغيرات على روحه فتزيده نقاء وصفاء ورجولة. المفردات التي تتوزع في شعره مفردات حية وقوية ومليئة بالعذوبة في نفس الوقت. كروحه تماما، علاقتي بشعر محمد الثبيتي بدأت منذ بدأ بنشر شعره في دواوين. قرأت شعره منذ ديوانه الأول قبل أن تتغير طريقته في كتابة الشعر. وكنت أقول له في أحيان كثيرة مازحة إننا خضنا طريق الحداثة معا، هو كشاعر وأنا كمتابعة لشعره. أشد ما كان يعجبني فيه عدا عن شعره هي طريقته في ممارسة الحياة. محمد لا يتحدث كثيرا، ربما هو لا يحسن الحديث لأنه رجل أفعال لا أقوال. خاض الكثير من المعارك في حياته العملية بدون أن يزايد أو يحاول اكتساب الشهرة من خلال ذلك. كان لا يفعل إلا ما يؤمن به بثبات وعزيمة وقدرة على المواجهة. تجربة ناضجة أما الدكتور عالي القرشي الذي ابتهج كثيرا بحضور الثبيتي لمنتدى عكاظ الثقافي ذات مساء طائفي قبل أكثر من سبع سنوات، حيث كان المنتدى يعنى بالإبداعات الشابة والمواهب الواعدة، حيث اعتبر القرشي آنذاك أن حضور قامة شعرية بحجم محمد الثبيتي إضافة كبيرة للمنتدى ورافد ثقافي عظيم لكل الشعراء والمهتمين، قال على شفير قبره: «إننا نفتقد في هذا اليوم محمد الثبيتي الإنسان، ذلك الكائن المحب للآخرين المخلص لإبداعه، إن فقدانه من بيننا لا يعني فقدانه كشاعر كبير فهو باق بتجربته الناضجة وبوصلة شعره الواضحة في تاريخ القصيدة الجديدة التي حققت تحولات على مستوى الرؤية والتقنية». وأضاف «هذه الرؤية التي اتصفت بها تجربة الفقيد الراحل تجاوز بها المراحل الرومانسية والغنائية وحمل الرموز رؤى مختلفة ومنفتحة ومتعددة المستويات»، مبينا بأنه على المستوى العربي لم تصل تجربة الثبيتي للأسف بما فيها من زخم وفرادة إلى العالم العربي، وما وصل منها لم يكن بقامة الشاعر نفسه، ولذلك ما إن يتعرف العربي على شعره حتى يحتفي به مكتشفاً أنه أمام شاعر كبير ومتفرد. الحداثة ورثى الشاعر علي الدميني رفيق دربه الشعري فقد كتب في موقعه «منبر الحوار»، أن الثبيتي «واحد من أعظم شعراء العربية على مر التاريخ، وقد فقدناه وهو لم يزل في قمة عطائه وتألقه الإبداعي، شاعر يمتلك الأدوات الفنية المكتملة لإبداع نص شديد الخصوصية والتميز والإدهاش، مثلما يمتلك الرؤية التقدمية والحس الوطني والبعد الإنساني، الذي يتسلل إلى قلوبنا كلما قرأناه أو استمعنا إليه وهو يرتل علينا فيوض نصوصه، أو كلما أشعلنا قناديل الذاكرة لاستعادة حالاتها». مبينا «لقد حورب الثبيتي مبكراً منذ عام 1987 وما بعدها، وحورب بعد ذلك ولعله واجه الحرب حتى في آخر ساعاته، ذلك أنه ومنذ إصابته «بالجلطة»، قام الإهمال بدور ذلك العدو المفترس، إذ أسهمت فيه الأطراف كافة التي تعاملت مع حاله. وذلك ما يدعو لا إلى الحزن والرثاء وحسب، وإنما إلى الإدانة أيضاً. ومع كل ذلك فإن محمد الثبيتي الشاعر والإنسان، رسم لوحة خالدة، لم تستطع الحروب الظلامية أن تنال من عظمتها، ولن يكسرها الموت ولا النسيان، إذ ستبقى فناراً عالياً، يتأمله محبو الشعر والوطن والحرية، عبر كل الأزمنة وتعاقب الأجيال. بدوي يرعى نخلته أما الناقد فيصل الجهني قال راثيا سيد البيد: «أن يموت محمد الثبيتي فكأنك تتخيل أن تستيقظ ذات أرق فيصعقك مشهد اختفاء جبال السروات في الجنوب، أو جبلي أجا وسلمى الشماليين، أو جبال رضوى الممتدة غربا بمحاذاة البحر السحيق. أو كأنك تتخيل ألا قمر يضيء، ولا شمس تشرق، ولا نهر ينهمر يسقي القلوب الموجوعة بالظمأ! محمد الثبيتي صنو لتلك الظواهر الكونية الأبدية التي تمنحنا الجمال والألق والضياء والدفء والحياة..كيف لبدوي ظل يرعى نخلته السامقة في أنساغ روحه ستين عاما، يظل بها ويستظل..يطيب لها ويتطيب منها وفيها..تميل له بالعذوق المثمرات، ويميل إليها بحبات الروح، ثم تموت فجأة..يالها من فجيعة يتلظى بوجعها بدوي عشق في العمر نخلة! وفجيعتنا بك يا محمد الثبيتي حقيقة مؤلمة كحقيقة موت النخيل والأنهار والأزهار والأطيار». فندق للأصدقاء وعلى المستوى الإنساني تتجلى وداعة (أبو يوسف) رحمه الله، فقد كان ودودا محبا وقلبه (فندقا للأصدقاء) وفي هذا السياق يتحدث الشاعر والكاتب أحمد عائل فقيهي قائلا: لكل شاعر حضوره في الحياة في بعدها الإنساني وحضوره في الواقع المعاش ولأن المثقف في العموم والشاعر بشكل خاص يشكل جزءا أساسيا من هذا الواقع كان الثبيتي حالة مختلفة في هذا السياق من هذا الواقع، تتقدم فيه شخصية الشاعر والفنان، لم يكن رجلا ينتمي للنخبة المثقفة أولئك الذين ينظرون للمجتمع من أبراج عاجية. أهمية سيد البيد تكمن في بساطته وهذه البساطة تفضي بالضرورة إلى عمق، إنها البساطة العميقة تلك التي تمنح الفنان الشفافية والسمو ..وربما ينظر البعض إلى تلك البساطة المفرطة برؤية مختلفة وبفهم مختلف أيضا كونها تذهب بعيدا في العلاقات الاجتماعية والشعبية وتخرج الفنان والمبدع من رمزيته وأهميته كونه يمثل حالة لوحدها ولكن في وضعية الثبيتي لا ينبغي النظر إليه إلا عبر فهم تركيبة شاعر لا يمكن إلا أن يكون (هو) ولا أن يكون (الآخرين) . .إن شاعريته العميقة تجسد بساطته العميقه. وهو جزء أساسي وجذري من إنسانيته، كنت أنظر إليه من خلال صداقة امتدت أكثر من 20 عاما تأرجحت بين الاقتراب والابتعاد، تشاركنا في عدة أماس شعرية. وجدته ذلك الذي لا تنطوي شخصيته على فوقية مفتعلة ولا على مواقف مبتذلة. أخلص الثبيتي لقصيدته إلى حد مدهش ومذهل، خانته الحياة والظروف كما تخون كل المبدعين، كان يقف بين سلطة الشعر وسلطة الواقع، ولكن سلطة الشعر انتصرت على سطوة الواقع. إبداعي وإنساني ويرى الروائي محمود تراوري «بالنسبة لي لا أستطيع فصل حياة الشاعر الراحل محمد الثبيتي إلى عالمين ( إبداعي وإنساني). فهو واحد من أهم الشخصيات التي كسرت أمام جيلنا صورة المثقف العربي النمطية، التي تصوره كثيرا، طبلا منفوخا، ما أن ينثقب حتى ينمو منتفخا من جديد، وما بين الامتلاء والارتخاء تمضي سنونه عليه وهو يترهل تدريجيا، حد الضمور العقلي، وبالتالي لا نتاج لافت له. لأنه من الأصل بالون، والبالونات من صفاتها فيزيائيا الصعود للأعلى مع أول نفخة، تحلق قليلا ثم تهبط سريعا، بعضها ينثقب وهو في الهواء، فلا يستمتع بالتحليق إلا قليلا قبل أن يرتخي ويسقط بقوة مشينة». مضيفا: «الثبيتي لفرط ما امتلأ عمقا ونزاهة ووعيا، كان يقف على قاعدة قوية، تجعله يجسد الثقافة والإبداع كسلوك وقيم وأخلاقيات وموقف». مبينا: «عندما تكالبت عليه قوى المتشددين وبعض المحافظين في منتصف الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، ورفعت وتيرة محاربتها له مع صدور ديوانه (التضاريس)، ظل طوال الوقت محتفظا بهدوئه وقناعاته، وأسفه على الفهم الخاطئ، لم يكن ناقما أو حاقدا، بل كان مسرورا بالاختلاف، فهو من أشد المنحازين للتعددية التي يراها بداهة أنها تعطي المجتمعات حيوية وألقا، أدرك ذلك لانطوائه على سيكيولوجية كونتها قراءات عميقة في شتى مناحي الفنون والمعرفة والأسطورة، خاصة في شقها التراثي، وربما أيضا لاكتمال نشأته منذ مرحلة مبكرة في مجتمع جماله يقوم أصلا على تنوعه». وزاد: «أمامنا شهدنا أبوته الفياضة تمارس عمليا بشكل آسر، فتعلمنا كيف نحاول أن نكون آباء صالحين، بدءا من اختياره أسماء أبنائه ( يوسف، نزار، هوازن، جمال، شروق، مي) ولعل في هذا إشارة مخبوءة لما يخزنه من رغبة في خلق وعي وواقع جديد، يجعلنا نلح على أسئلة تبحث في الأسباب العميقة التي تجعل الإنسان تعيسا مقهورا مستغلا حتى في شأن خاص جدا كتسمية أبنائه» . وزاد تراوري: «أذكر جيدا كيف كان يتغزل في ابنه جمال وهو طفل يحبو، ثم يمشي، لكنه لا يتعثر في حوارات طفلية رائعة مع أبيه وأصدقاء أبيه، مثلما أذكر تغنيه باسم (شروق) لحظة إعلانه. كان يعيش الشعر لذلك تعب، فالشعر والفن عموما نهر، لحظة يستمر متدفقا عذوبة يتعب. إن الثبيتي نهرنا الذي نمونا بين ضفتيه، أنا وطائفة من دجالي هذا الزمان. كان (سمانا وصحراءنا وهوانا الذي ينزف نبلا، فتحتويه القلوب)». الأيام الثقافية أما القاص الجميل فهد الخليوي الذي تحدث عن رفيق قلبه ودربه بكلمات موجوعه قال: «لا تقل عظمة محمد الثبيتي الإنسانية عن عظمة شعره، محمد عظيم في إنسانيته شديد الاعتزاز بذاته، كريم بخلقه، مترفع بعزة نفسه عن الاستجداء وتسول القادرين، مخلص مع أصدقائه وشديد الحب لأسرته». وأضاف صديقه الذي رافقه في آخر رحلاته الثقافية حيث مهرجان الشعر والأيام الثقافية في اليمن القاص الخليوي: «أتذكر أن صديقه الحميم رجا الله الثبيتي أوصله إلى منزلي وبات عندي رحمه الله في تلك الليلة حيث ذهبنا صباحا إلى المطار للسفر إلى اليمن للمشاركة في الأيام الثقافية السعودية». وزاد: «استيقظ مبكرا قبلي وخرج من غرفة الضيوف ونزل إلى مطعم بجوار العمارة وأحضر طعام الإفطار ثم اتصل بي من جواله وأيقظني من غرفة نومي قائلا : «الإفطار جاهز لا تزعج الخادمة بإحضار الفطور دعها نائمة!». رحلة اليمن ويسرد لحظات الرحلة: «عندما وصلنا للمطار أخرج من جيبه نقودا وأعطاها لسائق سيارة الأجرة ولم يعطني فرصة لتقاسم الأجرة بيني وبينه على الأقل، ومن فرط كرمه أنه كان يدفع من جيبه لسائقي سيارات الأجرة أثناء تنقلاتنا الخاصة في صنعاء مصمما على عدم تكليفي بدفع مليم واحد، لم أستطع مجاراة كرمه الجم وألححت أن أدفع له نصف ما دفعه من نقود منذ لحظة سفرنا لليمن وإلا فإنني لن أرافقه في أي مكان سيذهب إليه بعد الآن، امتص غضبي ببساطته وابتسامته الأبسط قائلا: طيب لما نوصل للفندق نتحاسب». وأضاف: «دخل كل منا إلى غرفته في الفندق وفي الصباح افترقنا، ذهبت إلى عدن وذهب رحمه الله إلى المكلا وكانت مدينة المكلا نقطة تجمع الوفد الثقافي في تلك الأيام الرائعة وختام فعالياته وهي المدينة التي أمطرها محمد الثبيتي بدهشة شعره ذات صباح مشرق!».