ببالغ الأسى والحزن، حملت الأنباء خبر وفاة شاكر الشيخ يوم الخميس 13/8/1432ه بالدمام بعد عودته من إقامة لسنوات بجمهورية مصر العربية مرافقا لابنته التي تحضر للدراسات العليا في جامعة القاهرة. ولما للفقيد من دور حيوي في مجال التنشيط الثقافي والوعي الاجتماعي منذ صغره بمكة ومغادرته لها للمنطقة الشرقية ولما أحمله له من ذكريات تذكر فتشكر.. وإيمانا بالمقولة المأثورة «اذكروا محاسن موتاكم»، فقد عرفته قبل 30 عاما وسمعت به قبل ذلك عندما كنت أعمل في مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الأحساء عام 1395ه وكلفت بزيارة مقر (جمعية الثقافة والفنون) وتقديم تقرير بواقعها الإداري والمالي وبرامجها الثقافية المنوعة، فوجدت مجموعة من أعضاء مجلس إدارتها وبعض أعضاء اللجان الفرعية، مثل الأساتذة: عبدالرحمن الحمد ومحروس الهاجري وعمر العبيدي وحسن العبدي ومحمد الصندل وغيرهم.. وسمعت ببدايات الجمعية وبالدور الذي قام به شاكر الشيخ عند تأسيسها وسفره مع عبدالرحمن الحمد إلى الكويت عام 1973م لمعرفة الجمعيات الفنية عن قرب ومقابلتهم للأستاذ محمد الحمد النشمي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية ورئيس جمعية الفنانين الكويتية ورئيس تحرير مجلة الفن الذي قابلهم ورحب بهم وأكرمهم وزار معهم الجمعيات الفنية والشعبية والمسرحية وأهداهم بعض المطبوعات والأنظمة المنظمة لعمل تلك اللجان.. وشجعهم على المضي بتنفيذ فكرتهم وزارهم بعد ذلك بالأحساء ووضع معهم اللمسات الأخيرة على تسمية اللجان ومهامها. انتقل بعد ذلك شاكر الشيخ للعمل في الدمام، ومع ذلك داوم على التردد على الجمعية أسبوعيا للاطمئنان على سيرها، سمعوا بعد ذلك بإنشاء جمعية مماثلة بالرياض فسعوا لمقابلة الأمير بدر بن عبدالمحسن رئيسها وعندما عرف بما قطعوه من خطوات قال: إنه يرحب بانضمام جمعيتهم إلى جمعية الرياض كفرع للمنطقة، وقال قولته الشهيرة: «إن الفرع أنشئ قبل الأصل». استمر شاكر بدوره الثقافي الطموح من خلال عمله بجريدة (اليوم) وإشرافه على القسم الثقافي منذ رئاسة الأساتذة محمد العلي وعثمان العمير وسلطان البازعي وخليل الفزيع ومحمد الوعيل لتحريرها. كما تولى لفترة تقارب السنة رئاسة تحرير مجلة (الشرق) قبل عشرين عاما التي اكتسبت شهرة واسعة لما تضمنته من موضوعات نعتز بها من إبداعات شعرية وقصصية وغيرها، ومما يحسب له انحيازه للثقافة الجديدة وتبنيه للأقلام الشابة الحديثة. وشاكر الشيخ رحمه الله له أدوار مهمة قام بها وتبناها في مختلف الجوانب الثقافية من صحيفة إلى فنون مسرحية وتشكيلية وموسيقية، أذكر أنه تبنى قبل نحو عشرين سنة مسؤولية تلحين مجموعة من القصائد الحديثة للشعراء: محمد العلي وعلي الدميني ومحمد الثبيتي وعبدالله الصيخان وصالح الصالح وذهب مع الموسيقي عبدالله البريكان إلى بغداد والقاهرة لتسجيل هذه الأعمال بعد توزيعها الموسيقى وكما سمعت أنه قد تحمل تكاليف هذه الأعمال رغم قلة إمكانياته البسيطة.. وقد قابلته رحمه الله قبل أشهر قليلة وبالتحديد في 29 يناير2011 بالقاهرة عندما ذهبت لحضور معرض الكتاب الذي لم يتحقق بسبب الأحداث الأخيرة.. وعندما زوده الصديق صالح أبو حنيه عضو جمعية المسرحيين السعوديين، برقم هاتفي والتقيت به حيث تحدث بألم عن عدم لقاء عمله الموسيقي بتلحين مختارات القصائد الحديثة ما كان يتوقعه من صدى جيد وبالذات من صديقيه محمد العلي والدميني اللذين قابلا عمله بشيء من الفتور أو ما يقرب من السخرية مما يوحي بعدم اقتناعهما بما قدمه. والنقطة الأخرى: فرحه بخبر إصدار جريدة الشرق بالمنطقة وتكليف صحافي قدير كقينان الغامدي برئاستها، وأنه يتوقع أن يتصل به لمعرفة تجربته السابقة به ولمعرفة تجربته السابقة بمجلة الشرق عندما رأس تحريرها.. رحم الله أبا بدر وعزائي لأهله وأصدقائه الكثر ودعائي له بالمغفرة والرحمة.