عاش بهدوء ورحل كذلك هذا هو حال الشاعر والكاتب والصحفي وقبل كل الأسماء الإنسان شاكر الشيخ، الذي شيعه محبوه الخميس في الدمام. كان خبر وفاته الأربعاء كالصاعقة لحظات من الصمت تستعيد ذاك الطيف الإنساني الذي لم يغب ولن يغب عن حركة الثقافة والإعلام والفن في المنطقة الشرقية خاصة والمملكة بشكل عام. رحل شاكر الشيخ ولن ترحل أفعاله وآثاره ولد رحمه الله في العام1948 وكانت الدمام محطة هامة في حياته عندما قدم اليها شابا. عمل بداية في وزارة البترول وكانت تقابل ذلك اهتماماته الفنية والثقافية عندما رسم علاقاته المبكرة مع بعض الأصدقاء الذين جمعته بهم ذات الهموم والاهتمامات كان فاعلا في انطلاق جمعية الفنون الأولى في الأحساء ثم تقلده عددا من المناصب في صحيفة «اليوم» التي نشر فيها أشعاره المبكرة، في «اليوم» كانت رئاسته للقسم الثقافي وإشرافه على عدد أسبوعي كان متميزا بنزوعه الثقافي ثم مجلة «الشرق» التي قام برئاسة تحريرها بالتكليف لفترة من الزمن. «اليوم» التقت بعدد من المثقفين الذين اتفقوا على أستاذيته وإيثاره وسعيه الدائم لتقديم من وجد فيهم بذرة الإبداع رحل شاكر الشيخ قبل أن يكرّم وقبل أن يطبع عنه كتاب. شاكر الشيخ .. الغياب المر يقول عبدالعزيز السماعيل مدير عام جمعية الثقافة والفنون ليس بالسهولة تقبل الغياب المفاجئ لشاكر الشيخ الصديق والأخ والمثقف الذي قدّم وعمل طوال حياته من أجل الثقافة والكلمة الحرة الصادقة .. فقد كان رحمه الله متعدد الأدوار والمساهمات في الشأن الثقافي بشكل عام .. فمن الحجاز وبالتحديد مكةالمكرمة حتى الدمام ومدينة الخفجيوالأحساء كان له دور بارز وغير عادي في الحياة الثقافية بشكل عام والعمل الصحفي الثقافي بشكل خاص .. في الموسيقى والشعر الغنائي والتلفزيون في بداياته في الدمام . كما كان له دور بارز وغير عادي في تأسيس جمعية الفنون الشعبية في الأحساء – جمعية الثقافة والفنون حاليا .. وفي بروز الكثير من المثقفين والفنانين على الساحة المحلية . أما بالنسبة لي شخصيا فقد كان وسيظل شاكر الشيخ أستاذا تعلمت منه الكثير ، واستفدت من صداقته أكثر من أي شخص آخر في حياتي . الشيء المؤسف هو أنه مات وليس له كتاب واحد يقدمه ويعرف به من إبداعاته لا في الشعر ولا غيره . كما أن موته المفاجئ حرمنا فرصة كتابة مذكراته الهامة التي عاشها وعايش فيها الحركة الفنية والثقافية في المملكة والمنطقة الشرقية بشكل خاص . رحمك الله يا شاكر الشيخ وجزاك خير الثواب بحجم الجهد والعطاء الذي قدمته لبلدك وللناس طوال حياتك . مساحة الزمن ضيقة تحدث الروائي أحمد الدويحي والكلمات تولد كلمات الألم: رحم الله شاكر الإنسان والمثقف الفنان . ياااااه كم هي مساحة الزمن ضيقة! لكن الكبار لابد أن يتركوا بصمتهم على وجه هذا الزمن وفي أفئدة من أحبوهم وشاكر رحمه الله كان قبلة للمحبين ، صادق العزاء لأسرته وأحبابه وأصدقائه. عمقاً إنسانياً وبألم يقول مدير جمعية الثقافة والفنون د. سامي الجمعان فجعت كما فجع الأعزاء بفقد هذا الإنسان وحينما أصفه بالإنسان فأنا على ثقة باتفاق الكثيرين معي، فشاكر الشيخ يحمل عمقا إنسانيا كما يحمل حبا منقطع النظير للعالم والحياة وآخر عهدي به شهر سبتمبر الفارط حينما التقيته أبا حنونا لفريقنا المشارك في مهرجان القاهرة التجريبي وقد لمست في نفسه شيئا من التوق للأصدقاء في الشرقية كونه أقام فترة زمنية في القاهرة وقد حن للوطن إلا أن الظروف حينها لم تكن تساعده للعودة هكذا التقيته جميلا وحنونا وشاعرا لم تقلل السنون حماسه الكبير للشعر أو الإبداع ، رحمك الله أبا بدر الغالي الحبيب وأسكنك فسيح جناته. عندما يُذكر الراحل شاكر الشيخ، تتداعى إلى الذاكرة كل الاهتمامات الثقافية. الصحافة.. الملاحق الثقافية.. الكتابة.. المسرح.. الموسيقى.. النص الشعبي. كانت حياته حافلة بكل تلك الانشغالات عجز الكلمات بألم الفراق وأمل اللقاء تحدث الشاعر حسن السبع: عندما يُذكر الصديق الراحل شاكر الشيخ، تتداعى إلى الذاكرة كل الاهتمامات الثقافية. الصحافة.. الملاحق الثقافية.. الكتابة.. المسرح.. الموسيقى.. النص الشعبي. كانت حياته حافلة بكل تلك الانشغالات. وهب وقته وطاقاته للثقافة بمفهومها الشامل من خلال الموقع الذي شغله كرئيس للقسم الثقافي بجريدة (اليوم).. وبإدارة تحرير مجلة (الشرق) إضافة إلى نشاطاته في جمعية الثقافة والفنون. أخلص لكل مشروع ثقافي تبناه بحماسة منقطعة النظير. ووقف في خندق الخطاب التنويري، والصوت الفكري والأدبي الواعد «المختلف».. وانحاز إلى الكلمة المضيئة، وإلى نوافذ الإبداع المشرعة على المستقبل. لكن هذه الجوانب تحتاج منا إلى وقفة أطول، وإلى كتابة أخرى. ولعلنا بحاجة الآن إلى مزيد من الوقت كي نتجاوز صدمة رحيله المفاجئ الذي ملأنا أسى تكاد تعجز كلماتنا عن التعبير عنه. رحم الله أبا بدر صاحب القلب الكبير، والأخلاق العالية، والروح الشاعرية، والطفولة الدائمة.. لقد رحل وعلى شفتيه لحن لم يكتمل. مثقف مؤثر تحدث المخرج المسرحي زكريا المؤمني عاش بصمت ألا من الفن ورحل بالصمت إلا من حب الناس وخاصة المثقفين كل المثقفين حتى الشباب الان كان لها الاثر فيهم، لقد التقيت معه في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة كان معنا خطوة بخطوة يقدم النصائح والتوجيهات للشباب الممثلين واحدا واحدا بحب كبير، وكذلك بعد انتهاء العرض يقدم ملاحظاته ايضا بحب وتقدير، شاكر الشيخ أحد القامات الثقافية التي نودعها اليوم كما ودعنا من قبله صديقه المريخي قامة أخرى من الفن والإبداع والثقافة، أكثر ما يميز شاكر الشيخ ليس ثقافته أو فنه أو تلك القصائد التي كتبها بل يميزه هو تلك الإنسانية الكبيرة التي كان يحملها معه أينما حل، رحمه الله وصبّر كل محبيه سواء من العائلة أو المثقفين. بصماته تلوح في فضاءاتنا ويتابع القاص والناقد أحمد بوقري: كلنا إلى رحيل وكلنا سيطوق أرواحنا يوما ما عقد الحداد هذا غير أن الرحيل لا يليق بشاكر الشيخ ولا الحداد هو الحاضر فينا نبلا وحبا وثقافة، يرحل شاكر فيبقى تاريخه الثقافي القابع في ذاكرتنا جذوة لا يخبو ضياؤها، يرحل شاكر وتبقى بصماته تلوح في فضاءاتنا الثقافية كغيمات مثقلات بوعود الجمال والحرية، يرحل شاكر ونبقى نحن أوفياء للنبل السامي الذي فيه، نبقى أوفياء لمعاني الصمت الناطق الذي مازلنا ننصت إليه، لا أقول وداعا فأنت سيد القادمين إلى حضور الغائب. قدرة على صناعة الإبداع وبصوت حزين تحدث القاص والروائي فالح الصغير: شاكر الشيخ صديق عمر ومن خلال بداية مشواري الصحفي كانت البدايات معه وهو احد رواد العمل الصحفي الثقافي والفني، كان قادرا على صناعة العمل الصحفي وصناعة الإبداع وكان ذلك واضحا من خلال تجربته في جمعية الثقافة والفنون بالدماموالأحساء ومجلة الشرق حتى جريدة (اليوم) والتي عمل فيه طويلا وخرج من بين يديه الكثير من الصحفيين وأنا واحد منهم. كان يأخذ بيد الكثير من الصحفيين ويعرفهم بالمثقفين والفننين وإذا تطلب الأمر أن يأخذهم بسيارته الخاصة إلى الفعاليات الثقافية لا يتأخر أبدا، كان ما ميز الراحل قدرته على إيجاد أفكار ومحاور إبداعية جديدة في كل مجالات العمل الصحفي. وفاة ورحيل شاكر الشيخ خسارة كبيرة للجسد الإعلامي ليس في الشرقية فحسب بل على مستوى الوطن، أتمنى من جمعية الثقافة والفنون بالدمام أن تسمي إحدى الصالات باسمه ليكون اسمه خالدا شامخا في عالم الثقافة. أن يعيش الوطن داخلك يقول القاص فاضل عمران «عرفته هادئا رزيناً يفتح قلبه للجميع ، لا يبدو أنه يرى امتدادي القبلي ، ولا الجغرافي ، ولا حتى مرحلتي العمرية ، كان يعاملني – واعتقد أنه يعامل الجميع – كامتداد لروحه البيضاء ، إنسان تجاه إنسان، عالمه الخاص خال من أي تحزب أو فئوية أو أيديولوجيا مسيسة ، كنهر يشق أرضاً عطشى. يسكنني هدوءه الآن ، طيفه وهو ينصت بهيبة لحدث ثقافي .. حضوره الذي يملأ القاعة .. وطنيته المتدفقة بعشق الآخر.. ذكاؤه المضاء ببسمة رطبة ، وحديثه الشيّق المطعّم بالمعرفة والدلالات. نزل علينا الخبر يا «أبا بدر» كليل في غير موعده ، كنا ننشد أن نغرف من صدقك اللامتناهي أكثر وأكثر ، نعانق إخلاصك للوطن ، نلثم شاعريتك العذبة ، ويقيني أننا فقدنا أبا عطوفاً صادقاً سنتذكره آباء وأجداداً». تعلمنا عشق الحياة وبحديث مقتضب قال الشاعر عبدالوهاب العريض: لم يكن مجرد صديق ، ولا رفيق درب. بل أبا رحوما، يبكي من شدة الفرح، وفي الحزن يمطرنا بدموعه المنسابة في قلوب الأصدقاء. لم تمت أبا بدر فقد علمتنا كيف نعشق الحياة.. ألف رحمة ترافقك إلى مثواك الأخير.