اشتكى تجار ذهب في المنطقة الشرقية من استمرار ارتفاع أجور المصنعية خلال الأشهر القليلة الماضية، بحيث سجلت زيادة لا تقل عن 100 في المائة، وقالوا إن الارتفاعات المتواصلة في أجور المصنعية تشكل تحديا جديدا يواجه الطلب على المشغولات الذهبية في الأسواق المحلية، خصوصا أن وصول المعدن النفيس لمستويات غير مسبوقة لأكثر من 1780 دولارا للأونصة، شكل أحد العوامل الأساسية وراء انخفاض الطلب في الأشهر الماضية. وذكر عبداللطيف الناصر (تاجر) أن ارتفاع أجور المصنعية جاء على شكل جرعات وبشكل تدريجي، بحيث بدأت الزيادة بعد موجة الارتفاعات التي انطلقت قبل ثلاثة أعوام تقريبا لتصل إلى المستويات الحالية، مشيرا إلى أن أجور المصنعية كانت تتراوح بين 5 12 ريالا للغرام الواحد لتصل إلى 10 25 ريالا، وبعدها إلى 15 38 ريالا للغرام، مرجعا أسباب الزيادة إلى العوامل الاقتصادية المتمثلة في الارتفاعات الكبيرة في قيمة المعدن الأصفر على المستوى العالمي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بالإضافة لإغلاق العديد من المصانع والورش العاملة في صناعة الذهب بعد تراجع الطلب على المعدن النفيس. بدوره، أكد علي الدجاني (تاجر) أن تحرك مصانع منطقة الغربية لتوحيد أجور المصنعية خلال السنوات الماضية، ساهم كثيرا في إعادة تقييم الأجور بما يتناسب مع التطورات العالمية في صناعة الذهب، مشيرا إلى أن المصانع استطاعت فرض إرادتها في تحريك أجور المصنعية على كافة المشغولات الذهبية، مؤكدا وجود فوارق بين المصانع بالنسبة للمصنعية، فالأجور لدى مصانع المنطقة الشرقية أقل منها في معظم المصانع في المملكة، فضلا عن كون المشغولات الذهبية في الشرقية منافسة بقوة، مما يجعلها منافسا قويا للصناعات الخليجية الأخرى. وحول أسعار الذهب في الوقت الراهن، أوضح أن الارتفاعات المتواصلة لأسعار المعدن الأصفر ساهم في ارتفاع الأسعار بالنسبة للمشغولات الذهبية، إذ تتراوح حاليا بين 215 240 ريالا مقابل 200 210 ريالات للغرام الواحد، مضيفا أن تكلفة تجهيز الأعراس ارتفعت في غضون الشهرين الماضيين بنحو 30 ألف ريال على الأقل، بحيث بلغت الفاتورة أكثر من 150 ألف ريال مقابل 120 ألف ريال بالنسبة للمشغولات الذهبية للعرائس، متوقعا أن تواصل الفاتورة ارتفاعها في ظل المؤشرات الحالية باستمرار ارتفاع قيمة الذهب في البورصة العالمية. بدوره، أكد عبداللطيف النمر الرئيس السابق للجنة الذهب في غرفة الشرقية، أن أجور المصنعية في بعض المصانع والورش ما تزال منخفضة بالمقارنة مع أجور المصنعية للمشغولات الذهبية المستوردة، مضيفا أن الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على الواردات ساهمت في ارتفاع أجور المصنعية، داعيا الجهات المختصة لإعفاء المشغولات الذهبية من الرسوم الجمركية لخفض الأسعار على المستهلك، خصوصا أن المستهلك هو الطرف الذي يتحمل التكاليف وليس التجار.