لفوانيس رمضان طعم رائع وفاتن لا تضاهيه طقوس أخرى في هذا الشهر. لكن أن تجبر عليها، لانقطاع الكهرباء في مدينتك، فهذا ما ينغص هذه الفرحة، ويفسد المتعة بهذا التقليد الرمضاني العريق. لثلاثة أيام على التوالي، في مدينة جدة، التي يقول مدير كهرباء الغربية عبدالمعين الشيخ، إن على المتضررين فيها إرسال أرقام حسابات العدادات أو هواتفهم لهاتفه الخليوي شخصيا حتى يتأكد. لكن ما أتأكد منه أنا، وأؤكده له، هو خروج كبار السن في ظهيرة حارقة بعبوات الأكسجين، بحثا عن هواء نقي في سموم آب اللهاب هذا. ما يجب أن يتأكد لسعادة المشكك العام في انقطاع الكهرباء، هو مأساة مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، وأكرر على مفردة مستشفى، حيث تنقطع الكهرباء من صباح الثامنة، ولا تعود كليا إلا في ليل التاسعة. وهو بالمناسبة مستشفى (يعني مو مطعم مثلا وتفسد 5000 وجبة كما حدث في جدة). ما يجب أن يكون عارفا به، حتى لو لم نعرف رقم جواله المبارك، أن سكان شرق جدة، استيقظوا أيام رمضان التي مضت، من الحر والرطوبة وانعدام أي شيء يمت إلى تقنية الكهرباء. وإذا لم تأته رسالة على هاتفه، فإن رسالة على وجه الطفلة المستيقظة ظهيرة، في أحياء لم يعد فيها حتى صوت الأذان موجودا لصلاة الظهر لثلاثة أيام على التوالي. ويلفت في الأمر أيضا، إضافة إلى هذا الاستهتار في التعامل مع كارثة يومية كهذه برسالة جوال، ما يقوله مهندس الكهرباء الآخر، عبدالعزيز المطوع، بأنه لا يوجد في الشركة أي نظام لتعويض المتضررين، ما يعني أنه لا «يتعب أحد حاله ويسوي فيها يشتكي وما إليه». سوء وتعب وحر وصل لدرجة أن يستفتي أحد سكان جدة على الهواء مباشرة شيخا عن حكم إفطار الكبير بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة. وهذه والله ليست نكتة ولا صورة أدبية. بل حقيقة واقعة، و «ياعالم لا تتفرج علينا».. تأبى شركة «انقطاعات» الكهرباء إلا أن تكون لها بصمتها في رمضان. (ليه وش عندهم الام. بي. سي). وإذا كان شعار بعض القنوات «رمضان يجمعنا)، فإن شعار شركة الكهرباء في ما مر من أيام رمضان المبارك هذا، لا يزيد على كونه رمضان يفرقنا أو يقرفنا أو يقطعنا أو ما عدا ذلك من مآس لم يكن لنا فيها خيار آخر مع هذه الشركة الكبرى، حيث لا سما، ولا ناس. لا موبايلي، ولا زين. [email protected]