ما زال مدفع رمضان، يداعب مخيلة بعض كبار السن، حيث كان يعتمد الناس قديما على صوته المدوي في معرفة موعد الإفطار في شهر رمضان من كل عام، لعدم توفر إذاعة وتلفزيون وحتى مكبرات الصوت في المساجد .. وهنا يستعيد ثلاثة من المعمرين ذكريات الإفطار على مدفع رمضان والصيام على صوت. أحجامه متنوعة في البداية، عاد عبدالرحمن محمد بالذاكرة إلى الماضي البعيد أو الزمن الجميل على حد قوله، وقال: كان لمدفع رمضان أحجام مختلفة، فمنه الصغير والكبير، وأشكال وهيئات متنوعة، موضحا أنه حرص في طفولته مع أصدقائه على المرابطة قرب مكان إطلاق المدفع وقت إطلاقه إيذانا بالإفطار، وخلص إلى القول: «كان الناس يعتمدون على صوت المدفع، كما نعتمد حاليا على التكنولوجيا الحديثة في معرفة وقت الإفطار». الانطلاق من القشلة ورغم تجاوزه 85 عاما، ما زال محمد علي عبد الله خميس، يسترجع ذكريات صوت المدفع عند الإفطار إذ يقول: «كان الجميع ينتظر صوت المدفع الذي ينطلق ثلاث مرات في اليوم، لتنبيه الناس بحلول موعد الإفطار، وزاد: «شخصيا لم أعتمد على صوت المدفع، بل كنت أعتمد كليا على المذياع وساعتي التي لازمتني لأكثر من 60 عاما، دون أن يغير الزمن معالمها»، مبينا أن المدفع كان ينطلق من القشلة، حيث كان يتولى وقتها الجنود مهمة إطلاقه على مدى أيام شهر رمضان من كل عام. الخيشة والبارود من جانبه، أوضح حسين العريشي أن الناس قديما كانوا يعتمدون على المدفع في معرفة وقت الإفطار، وعزا ذلك إلى عدم وجود مكبرات صوت في المساجد، لافتا إلى أن بحيرة الأربعين الشهيرة وسط جدة كانت موضع المدفع الذي يعبأ ب«خيشة» وبارود ويتولى الجنود مهمة إطلاقه، وأضاف: اختلف رمضان كثيرا عن زمان، وما زلت أحن كثيرا لأجواء رمضان زمان رغم اختلاف الإمكانيات بين الأمس واليوم، وحتى في الطقس الذي كان أكثر سخونة عما هو عليه اليوم».