تحدثت رؤى يغمور (خبيرة ومصممة المجوهرات السعودية) عن أهم الصعوبات التي تواجه سيدة الأعمال في مجال التجارة في الذهب والأحجار الكريمة في السعودية، حيث درست التصميم في عدة دول أوروبية منها أمريكا وإيطاليا وكندا، وتعمل حاليا في تصميم وتسويق المجوهرات مع القطاع الخاص منذ فترة طويلة ولديها معملها الخاص وتتعامل مع أكبر الشركات في المملكة وخارجها، وهي أول امرأة سعودية تعمل في تصميم المجوهرات وتستثمر فيه وتراه مناسبا لطموحاتها برغم العراقيل والعقبات مثل كثرة النصب والاحتيال في هذا المجال الذي يسهل الوقوع فيه، وارتفاع الأسعار والتكاليف بالنسبة للمواد والتصنيع والأيدي العاملة على المستثمر، وبالتالي ارتفاع حجم الخسائر، مع غياب الرقابة والمتابعة للمتعاملين والتجار، وعدم الوعي الكافي من أفراد المجتمع خاصة النساء الأكثر شراء وانخداعا ووقوعهن فريسة سهلة لضعاف النفوس. وقالت رؤى حقيقة أن الأغلبية العامة والعادية من المجتمع لا تستطيع تحديد بعض أنواع الذهب والألماس مثلا إلا عن طريق خبراء في هذا المجال ومعامل خاصة، فيباع مثلا (الموي سنايت) على أساس أنه ألماس للنساء كزبونات، وبالنسبة لسيدات الأعمال يسهل بيع الزفير بثمن الألماس لأنه الأقرب إليه في التكوين. وترى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا الاختصاص، وإنشاء مختبرات كما في دبي وأوروبا وأمريكا التي يوجد فيها معامل خاصة لتحليل الأحجار، وللكشف عن تزييف المصوغات التي لا يمكن الكشف عنها بالعين المجردة ولا للشخص العادي، ولا يمكن التمييز بينها وبين الزفير والياقوت إلا باختبار الإضاءة والتحليل الحراري ومقياس لقساوة والضعف ويتدرج من 1 إلى 10 ويكون للموي سنايت 9.5 وللماس 10، فيمكن الخلط بين هذه الأحجار والتدليس فيها وبيعها بأسعار مرتفعة كالألماس، وقد سبق أن كشفت وزارة التجارة في السوق كميات من الذهب لا تطابق المواصفات وليست من عيار 18. وأضافت من حيث التكاليف المرتفعة تظل عالية في مجتمعنا أكثر من الدول الخارجية بالنسبة لأسعار المواد والحجر الخام وثمن المصنعية والصياغة وتكلفة الأيدي العاملة المتخصصة وذات التقنية العالية من الذوق والخبرة، والأيدي العاملة الموجودة لدينا لا تتصف بالجودة والدقة المطلوبتين إلى جانب المواصفات الأخلاقية وأخلاقيات المهنة المطلوبة والضرورية في هذه المهنة بالذات، وهي من أهم الأسباب التي تؤدي للخسائر حيث يسهل تسرب القطع الثمينة وفقدانها وخسارة الأموال الطائلة من خلفها مما يؤدي إلى نفور سيدات الأعمال من الاستثمار في هذا المجال والابتعاد عنه لأن الخسارة فيه لا تعوض كما أن أرباحه قيمة ومجزية، فيتطلب العمل فيه الدقة والملاحظة، فوجود الورش والمعامل التي تقدم للتاجرة أو المستثمرة التي تريد المنتجات الجيدة بالسعر المعقول وبالجودة المطلوبة صعب تحقيقها وتحقيق الكفاءات لذلك تغلبت شخصيا على ذلك باستقدام الأيدي العاملة المدربة والتي تتمتع بالذوق والحس الفني بالإضافة لحصولها على الشهادات والدراسات المتخصصة من الفلبين وشرق آسيا وغيرها والعامل الأهم هو التدريب والممارسة للمستقدمين وليس مصدرهم، كما يتم لدينا استيراد الجواهر والدرر والخامات من بعض البلدان المختلفة كالهند وبلجيكا وأمريكا ولبنان وغيرها، إلى جانب المنتج والخام المحلي. وقالت إن أكثر صعوبة في مجال المجوهرات هو توظيف الشباب السعودي حيث لا يتناسب مع متطلبات المهنة لأن الشباب السعودي يطلب مواصفات خاصة في الوظيفة المرموقة ويريد أن يكون مديرا لا أن يقف بائعا في معرض مجوهرات، فيتطلب منه معاملة خاصة مع الزبائن فيها الكثير من المرونة والصبر ومهارات التسويق في سرعة عرض المنتج ومميزاته وتفاضلها وإقناع المشتري ومساعدته في الاختيار كلها عوامل ومهارات تحتاجها عملية البيع والتسويق في أي تجار وبالذات في تسويق المجوهرات فأنصح الشباب السعودي بتصحيح المفاهيم وتغيير النظرة الاجتماعية لعمل البائع والانخراط في سوق العمل بدلا من الشكوى من البطالة والاحتجاج على قلة الوظائف.